الصفحة الرئيسيةقصص وسرد
هذا القسم يقدم
الاثنين ٩ أيار (مايو) ٢٠١١
جورج حبش

كان يحمل صندوقا كرتونيا على كتفيه، يهم بدخول باب العامود متوجها إلى البلدة القديمة في القدس حين أوقفه ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا يقفون عند مدخل الباب يراقبون حركة الناس، ويتسامرون معا غير آبهين بشيء. كان الزمن نهاية سبعينات القرن العشرين.
اشتبه أحد الجنود بالصندوق فتوجه إلى حامله وصاح به بلهجة عربية مشوبة بالعبرية. إنت بونيا (أنت تعال) توقف الرجل متفاجئا فلم يتعود أن يطلب منه أحد التوقف، فالشعر الأبيض الذي يغزو رأسه كان يشفع له دائما فلا يوقفه أحد.
تسمر في مكانه ثم أشار بيده إلى صدره (...)



التتمة
الثلاثاء ٣ أيار (مايو) ٢٠١١
صديقي الذي اختفى

لم تسعفني تطورات التكنولوجيا الحديثة، ولا ثورة المعلومات، وسرعة الشبكة العنكبوتية في معرفة مصير صديقي العزيز الذي يسكن في الدنمارك، واختفى فجأة دون سابق إنذار.
كتبت له أكثر من رسالة إلكترونية أستفسر فيها عن أخباره كعادتي، وأطمئن عليه خصوصا وأنني أعيش بعيدا عنه في الولايات المتحدة، ولا التقي به إلا في المناسبات ربما مرة كل سنوات طويلة، لكنه لم يرد على رسائلي، هل بدأ يهمل رسائلي؟ أم أنه مشغول في أمر ما؟ أتراه يعد لرواية أم جاءه الإلهام الشعري لإبداع ملحمة تشبه ملحمة (هوميروس)؟
لم أصل إلى (...)



التتمة
السبت ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠١١
زوجة بالمراسلة

منذ عمله في الكويت قبل عشر سنوات لم يعد حاتم إلى وطنه الأردن سوى مرة واحدة لمدة أسبوع. فمنصبه الجديد في الشركة التي يعمل بها أخذ كل وقته.
قالت له أمه في اتصال معه: يا بني لقد كبرت ولم تتزوج بعد، نريد أن نفرح بك أنا وأبوك قبل وفاتنا.
كان حاتم ينتظر من يفاتحه بأمر الزواج، ولأنه مشغول والزواج يحتاج إلى وقت حتى يتعرف على بنت الحلال، أقنعته أمه أن تجد له عروسا جميلة، وترسل له صورها فإن أعجبته، دعته ليعقد قرانه عليها.
بعد تردد وافق حاتم، وبعد أسبوع كان لديه عدة صور لفتاة رائعة في الجمال، (...)



التتمة
الأربعاء ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١١
تاجر الخردوات

كان يحمل كيسا ثقيلا على ظهره، يخترق الزحام متوجها من باب الخليل في البلدة القديمة من القدس إلى باب السلسلة، كان يصيح بأعلى صوته ليستطيع شق طريقه بين أمواج البشر في تلك الشوارع الضيقة: اوعى ظهرك، اوعى رأسك (احذر ظهرك، احذر رأسك)‪.‬
كان الكيس قد أتعبه، فقد أمضى نهارا كاملا وهو يتنقل به من شارع إلى آخر، ومن زقاق إلى غيره. عندما وصل شارع طريق الهكاري الذي يمتد من باب السلسلة حتى حي القرمي، تنفس الصعداء، هناك تقدم من بسطة أبو زكي التي كانت تقع على تقاطع الشارعين مقابل محلقة زغلول الشهيرة في (...)



التتمة
الأحد ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠١١
النملة لالا

كانت النملة (لالا) تعيش مع أمها في أحد الجبال بعيدا عن الناس، والسكان حتى لا يدعسها أحد. قالت لها أمها في أحد الأيام: يا لالا اذهبي اليوم وابحثي عن أكل لنا، لكن لا تذهبي بعيدا حتى لا تضلي الطريق، مفهوم؟
قالت لالا: مفهوم يا أمي.
خرجت من البيت باتجاه الوادي تبحث شمالا ويمينا لعلها تعثر على حبة قمح تعود بها إلى البيت. لم تجد شيئا في الطريق، وكان عليها أن تعود حسب تعليمات أمها كي لا تضل الطريق. لكنها قالت لنفسها: «كيف أعود بلا أكل؟ يجب أن أواصل البحث».
واصلت السير حتى إلى قاع الوادي (...)



التتمة
الخميس ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠١١
المخدوعون

سنة كاملة مرت على حمدان، وهو يتنقل من شركة إلى أخرى، ومن مؤسسة إلى غيرها باحثا عن عمل فلم يوفق. لم يترك مكانا في رام الله، والبيرة وما يحيط بهما لم يذهب إليه، حاول أن يجد عملا في منطفة القدس لكن الحواجز الإسرائيلية ومطاردة العمال القادمين من خارج القدس أعاقته.
طرق أبواب السلطة للعمل في مؤسساتها فلم يجد عملا، ولم يكن لديه واسطة، فلم يكن محسوبا على تنظيم تابع للسلطة. وعندما ضاقت به الدنيا في قرية بيت لقيا القريبة من رام الله قرر محاولة التسلل للعمل في المشاريع الإسرائيلية، فقد دله صديق له (...)



التتمة
السبت ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١
رفاق الأمس

ستة عشر عاما أمضاها أسيرا خلف القضبان في السجون الصهيونية، كان يحلم بالحرية ولا يعلم متى سيتحرر من السجن. التحرر كان أمنية له ولرفاق الأسر فقد كان محكوما بالسجن المؤبد من قبل محكمة عسكرية صهيونية. لم يتوقع في بداية الأسر أن يطول اعتقاله كان أمله بالثورة كبيرا جدا، لكن الأمل بقدرتها على تحريرهم تضاءل مع الزمن، استبشر خيرا في حرب (١٩٧٣) وكان ينتظر تحريره مع رفاق دربه على أيدي الجيش المصري أو السوري الذي كان يصفق خلف الأسوار لانتصاراتهم، لكن خاب أمله، فلا الجيش المصري حرره، ولا الجيش السوري (...)



التتمة
الأربعاء ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١١
المطلقة

أعجبته من أول نظرة، فأحبها، وتوجه إلى أهلها ليخطبها وبعد أن وافقوا عقد قرانه عليها وحدد ليلة الزفاف. فوجئ في تلك الليلة أنها لم تكن عذراء، فأصيب بحالة هستيرية. سألها: من فعل ذلك؟ فقالت: «لا أحد».
لم ينفع إنكارها فهددها إن لم تعترف بقتلها، خافت من تهديده ووعيده، واعترفت له أن خالها قد اغتصبها قبل عشر سنوات عندما كان عمرها (١٢) سنة، وأنه هددها إن اعترفت بالقتل. طلبت منه أن يسامحها، ويكتم سرها، ويغفر لها، لأنها كانت طفلة تعرضت للاغتصاب، لكنه لم يشفق لحالها، ونظر لها نظرة العاهرة التي خدعته. (...)



التتمة
الأحد ٣ نيسان (أبريل) ٢٠١١
حفلة زفاف؟!

كنت مشغولا ذلك الأسبوع، لذلك اعتذرت من صديقي عماد في ولاية ميتشغان الأمريكية الذي دعاني، وأصر على حضوري حفلة زفاف نجل أحد معارفه، حتى أنني لكثرة إصراره على حضوري، اعتقدت أن أحد العروسين من أقاربه. سألته مازحا: لماذا تصر على حضوري زفاف شخص لا أعرفه، ولم أسمع به أصلا؟ لأنك ستحضر أغرب حفلة زفاف في حياتك. يا عماد لم تعد تثيرني حفلات الزفاف وفخامة قاعات الاحتفالات، والأطباق الشهية التي تقدم للمدعويين ... قاطعني قائلا: أعرف كل ذلك لكن صدقني أنك ستغير رأيك بعد الحفل، وتشكرني على دعوتك للحضور. (...)



التتمة
السبت ٢ نيسان (أبريل) ٢٠١١
نشوة الانتقام

تعرف عليها صدفة كانت فتاة جذابة، جميلة قوامها مثير للرجال، تتمايل بمشيتها كالطاووس، شعرها الأسود يتناثر على الجانبين كأنه تاج على رأس ملكة جمال.
نظر إليها معجبا، فأومأت له بابتسامة عريضة مما شجعه على التقدم نحوها، نظرت إليه مرحبة تنتظر أن يبادلها الحديث، تجرأ وقال لها: مساء الخير. مساء النور. هل تقبلين دعوتي على الغذاء. غذاء؟ متى؟ اليوم. اليوم؟ لكن الوقت الآن مساء.
تذكر أنه تناول طعام الغذاء قبل ساعات، يبدو أنها أنسته كل شيء، هل جمال النساء يفقد الرجال صوابهم؟ أم أنه لم يهيء نفسه لتلك (...)



التتمة
الاثنين ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١١
الطريق إلى الولايات المتحدة

لم تستمع سحر لنصائح صديقاتها، وأهلها، وصممت على الزواج من سامر، فهو الوحيد الذي اختاره قلبها، وكما قيل سابقا: القلب وما يهوى.
فشلت كل محاولات والدها في إقناعها برفض سامر والقبول بابن عمها فتحي، فانصاع لطلبها حتى لا تحصل المفاجأة وتهرب مع سامر.
مرت السنوات، وأنجبت سحر أربعة أطفال، ولدين وابنتين (سامي، سعدي، سميرة، سمر). كانت سعيدة بزواجها، وطالما تباهت أمام أهلها وصديقاتها بأن اختيارها لسامر كان صائبا.
بعد ١٢ سنة، ساءت الأوضاع الاقتصادية في فلسطين بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمدن (...)



التتمة
الجمعة ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١١
ليلة لن تنسى

خرج من البيت مساءا لا يدري إلى أين يذهب. كان يشعر بالملل والإرهاق. اتصل من هاتفه الخلوي بالموظف المسؤول في المحل، وأمره أن يغلق المحل في الموعد المحدد لأنه لن يعود الليلة ليساعده.
كان الطقس دافئا، وأنوار السيارات تزين الطريق السريعة، اليوم الجمعة والناس هنا يذهبون لقضاء سهراتهم، أما هو وأصدقاؤه فيتركون زوجاتهم في البيوت ويذهبون للسهر وحدهم.
لكن هذه الليلة مختلفة عن الليالي السابقة، فكل أصدقائه مشغولون كأنهم اتفقوا عليه ليتركوه وحده تتقاذفه أمواج البحر.
هذا اليوم يذكره مجدي جيدا (...)



التتمة
الخميس ٢٤ آذار (مارس) ٢٠١١
انتقام مظلوم

أكثر من عامين قضاها صلاح وهو يوفر ما يستطيع من مال حتى وصل المبلغ إلى عشرة آلاف دولار. فمنذ هاجر إلى الولايات المتحدة عام (٢٠٠٥) وهو يحلم بعشرة الآف دولار، لكنه بعد أن وفر ذلك المبلغ عرف أن قيمتها الفعلية في الولايات المتحدة ليست كقيمتها في مصر.
لم يكن صلاح يوفر فلوسه في البنك، فهو يتقاضى معظم أجرته نقدا ولا يصرح بها لمصلحة الضرائب كل عام لأنه لو فعل ذلك فلن يوفر شيئا، لذلك كان يخفي أمواله في صندوق أمانات استأجره داخل البنك.
وفي أحد الأيام سمع صلاح أن دائرة التحقيق الفدرالية (إف، (...)



التتمة
الاثنين ٢١ آذار (مارس) ٢٠١١
أبو يعقوب القهوجي

كان البرد قارسا في أحد أيام كانون أول (١٩٦٧)، لا يزال يذكره تماما كأنه حدث يوم أمس، كان وسط زوجته وابنه يعقوب وابنته سماح متجمعين حول كانون النار‪،‬ في بيتهم المكون من غرفة واحدة في شارع الواد المحاذي للمسجد الأقصى المبارك، وكان حينها يعمل في أحد المقاهي في نفس الشارع نادلا أو بالعامية «قهوجي»، وبهذا عرفه الناس كلهم باسم أبو يعقوب القهوجي. ومن النادر جدا أن تجد من يعرف اسمه كاملا، فقد غلبت كنيته، ومهنته على اسمه.
ابنه يعقوب كان في الثالثة عشر، وابنته سماح في الثامنة، كانوا سعداء بما (...)



التتمة
الخميس ١٧ آذار (مارس) ٢٠١١
السلام عليكم

في جنوب ولاية إلنيويس في الولايات المتحدة الأمريكية يقع سجن ماريان وسط منطقة مليئة بالأشجار، أشبه بالغابة، تضم السجناء ذوي الجرائم الخالية من العنف، والتي يطلق عليها هناك ب (الجرائم البيضاء)، حيث شروط السجن المخففة، وبقاء أبواب الغرف مفتوحة طوال الليل والنهار. كان رضوان السجين الوحيد في تلك الفترة الذي يقبع في غرفة تضم عدة سجناء معظمهم من البيض، واثنان منهم من السود، استطاع خلال فترة بسيطة التأقلم مع الوضع الجديد لكنه كان يشعر بالعنصرية تجاهه من قبل السجناء الآخرين وخصوصا البيض، الذين كان (...)



التتمة
١ | ٢ | ٣ | ٤ | ٥ | ٦ | ٧ | ٨ | ٩ | ١٠