/B_rub>
كلما استمعت مصادفة إلى أغنية المطربة السورية ميادة الحناوي أنا بعشقك انتابتني قشعريرة، وتمنيت لو أستطيع أن أخرسها للأبد. الرجال كذابون لا يستحقون أن أعشقهم أو أضيع وقتي مع أحدهم.
العشق كلمة ليس لها عندي سوى معنى واحد، العبودية، والذل والمهانة. لا لن أعشق أحدا منهم، كلهم مجرمون سفلة قتلة، وأنا إحدى ضحاياهم الكثيرة. أحيانا كثيرة أتساءل كيف تقبل المرأة أن تكون عشيقة لرجل مجرم سفاح قاتل، كيف تقبل أن تضمه تعانقه، وهي تشاهد جرائمه كل يوم؟!
كثيرا ما سمعت أمي الثانية تقول لي : يا آنا ليس كل (…)
لم تصدق رندة أن زوجها أصبح باردا جنسيا بهذا السن المبكر، فهو لم يصل الأربعين بعد. لهذا بدأت تزورها الهواجس، ولم يكن صعبا عليها أن تصل إلى النتيجة التي تصل إليها كل امرأة يبدأ زوجها، بهجرها في الفراش لأسباب وذرائع، لا تصمد أمام الواقع. فمرة يأتي تعبا ويريد الخلود للراحة، ومرة أخرى يتذرع أنه قلق ومشغول في العمل، وعندما يأتي أسبوعها الشهري يحاول أن يثبت رجولته، ويتظاهر بأنه فوجئ بوضعها الطبيعي.
لم تستسلم رندة لأحابيل زوجها، وبدأت تراقب اتصالاته وبريده الألكتروني، لكنه كان ذكيا على ما يبدو (…)
كان يقود سيارته بهدوء كعادته، وقد وضع حزام الأمان ليس حرصا، ولكن خوفا من الوقوع بيد أفراد الشرطة بحجة مخالفة القانون، فجأة ظهرت له فتاة جميلة، وجذابة يبدو أنها مقطوعة كانت ترفع إبهامها وهي الإشارة المتعارف عليها في الولايات المتحدة للمقطوعين من المواصلات والفلوس، والراغبين بمساعدة لنقلهم لأقرب مكان ممكن، خفف السرعة، ودقق النظر فيها فهاله جمالها، كانت ترتدي تنورة قصيرة جدا وبلوزة نصفها الأعلى كان مفتوحا مما يجعل الناظر إليها يشاهد معظم نهديها.
توقف لها وقال: هاي، اصعدي، هاي، شكرا لك صعدت (…)
كان سامر سعيدا جدا عندما زفت إليه أمه نبأ موافقة أهل سناء ليكون عريسا لابنتهم، فقد كان حلمة منذ سنوات أن تكون سناء زوجته، وطالما قال لأمه: إن زوجتموني سناء سأكون ابنكم المطيع. فتسأله أمه بعد أن تعقد حاجبيها: وهل انقطعت النساء في الدنيا، ما الذي يحببك بها؟ لا أعرف سر هذا الحب يا أمي.
وزادت سعادته سعادة جديدة عندما عرف من زوجته بعد شهر أنها حامل، وبدأ يعد الأيام المتبقية ليرى فيها ولي عهده القادم. ثم بدأ يعطي أوامره لزوجته، لا تتحركي كثيرا، لا ترفعي أي شيء ثقيل، لا تغسلي، لا لا لا، لم يبق (…)
كرهت زوجة أبي، وكرهت معها أبي نفسه. فقد كان يصدقها دائما فيما تقول، ويعنفني أمامها، وأحيانا كان يضربني بقسوة، ليرضيها، فقد كانت دائمة التشكي مني، وتلفق لي التهم. لم يكفها أنني صرت خادمة عندها، بل تريدني أن أكون عبدة مطيعة في كل شيء، هذه المرأة التي حرضت أبي علي حتى لم يعد يطيقني هي سبب مصيبتي كلها، وكم تمنيت أن ينتقم الله منها يوما ما، ويخفيها عن الوجود.
ولماذا ألومها، وأبي لم يكلف نفسه أن يسمعني ولو مرة واحدة. فقد كانت عنده الإله المطاع، وإن حاول أن يتساهل معي كانت تقلب حياته جحيما، فيصب (…)
ودع أقرباءه في بيروت بعد أن حانت ساعة السفر، كان في وداع فادي مساء يوم من أيام شهر أغسطس (آب) عام ١٩٩٩ أمه وأخوه وأخته وخالته. بكى وهو يعانقهم جميعا فقد كانوا كل ما له في هذه الدنيا.
قبلته خالته وفجأة دست في جيبه يدها ،كأنها كانت تدس له رسالة وداع أو صورة تذكارية، لكنه فوجئ بعد إقلاع الطائرة أنها دست في جيبه مائة دولار أمريكي. بكى تأثراً لهذا الموقف النبيل، وقال في نفسه: يالهذه الخالة العظيمة، هل كانت تعرف أنني لا أحمل في جيبى سوى عشرين دولارا فقط؟. أعرف أن وضعها أتعس مني فكيف استطاعت أن (…)
في أحد المطاعم اليونانية فى مدينة شيكاغو الأمريكية، جلسنا أنا وصديقي لتناول طعام العشاء والحديث في أمر الرحلة المشتركة التى قررنا أنا وإياه القيام بها مع زوجتينا وأولادنا في صيف عام ١٩٩٩.
سأَلَنا السفرجي إن كنا نفضل السلطة أم الشوربة فاخترنا شوربة الخضار لأهميتها للمعدة،حيث تسهل عملية الهضم.
لحظات حضرت الشوربة. كانت رائحتها لذيذة، تفتح الشهية للأكل فهجمنا عليها كنهمين جائعين. ما إن تناولت الملعقة الأولى حتى قفز صديقي صارخاً: توقف لا تأكل وأمسك يدى قبل أن تصل الملعقة إلى فمي. توقعت أن (…)
جلس ناصر وحيداً في زنزانته الانفرادية في السجن، لم يكن معه أحد منذ نطق القاضي قراره النهائي بإعدامه هو وزوجته، لذلك وضع في زنزانة انفرادية، لا يرى فيها الشمس إلا عندما يخرج ساعة كل يوم في ساحة صغيرة لا تزيد مساحتها عن ستة أمتار مربعة، عبارة عن مجموعة حيطان وسقفها مغطى بالسياج الحديدي العالي جداً لا يستطيع أحد الوصول إليه. كان لا يخرج إلا وحيدا لأنه محكوم بالاعدام حيث تخشى إدارة السجن أن يقوم المحكوم بالاعدام بقتل أحد السجناء الآخرين لسبب أو لآخر.
السجن فى الولايات المتحدة ليس سهلا كما (…)
كانت الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حلماً لدى سامر ظل يراوده سنوات طويلة حتى تحققت أخيرا بقدرة قادر، كأن الله استجاب له أخيراً لكثرة دعائه بأن يوفقه للهجرة إلى بلد الحرية والديمقراطية كما كان يقول، بلد النساء الجميلات الفاتنات ، والدولارات الخضراء تتطاير هنا وهناك تبحث عمن يلتقطها.
كان سامر سعيداً جداً بعد أن استقر به المقام فى ولاية نورث كارولينا المطلة على المحيط الأطلسي، ذات الجبال المتعرجة التي تشبه جبال لبنان الخلابة التى قرر سامر هجرتها لأنها لم تعد بلد الحرية والجمال كما (…)
في إحدى ضواحي مدينة ملواكي الواقعة في ولاية وِسْكانْسِن الأمريكية والتي تقع بين ولاية إلينويس جنوبا ومنسوتا شمالا ،كان علي حسان العربي الوحيد الذي يمتلك بقالة صغيرة لا تزيد مساحتها عن ثلاثة آلاف قدم مربع، يرتادها سكان الأحياء المجاورة للحاجات السريعة التي لا تحتاج إلى الانتظار فى طابور المحلات الكبيرة التي تكون عادة أقل سعراً. هذا النوع من المحلات يسميها الأمريكيون (كنفينياس ستورز)
كان علي مسروراً بمحله الجديد منذ اشتراه قبل ثلاثة أعوام،حيث يعمل به طيلة الأسبوع ويساعده عاملان آخران (…)
كان علي منذ اشترى جهاز الحاسوب الجديد (الكمبيوتر) وربطه بالشبكة الدولية (الإنترنت) نادراً ما يستخدمه ليتصفح به بعض المواقع الإخبارية التى أصبحت الفضائيات العربية تسد مسدها، حتى أن زوجته سناء كانت تقول له أحيانا: لا أدري لماذا اشتريت هذا الجهاز؟ فأنت لا تستفيد منه شيئاً.
لم تكن سناء زوجة علي تهتم بالكمبيوتر ولا بالإنترنت ولكنها أحياناً كانت تستخدمه للألعاب لتتسلى به حتى يعود زوجها من العمل.
هذه الحال لم تدم طويلا فسرعان ما بدأ علي يزداد اهتماما بالإنترنت، وصار يقضي الساعات الطوال منشغلا (…)
دعاني قريب لي لوليمة غذاء ، وبعد إصرار منه قبلت الدعوة فعادة لا أقبل دعوات الغذاء لانشغالي بالعمل وأفضل العشاء بدلا من ذلك. لكن يبدو أن قريبي مصطفى يحب أن يترك الليل للأولاد والعائلة فدعاني نهارا وبالفعل ذهبت إليه .
يسكن مصطفى في مدينة صغيرة في ولاية إلينويس قريبة من شيكاغو ويقع بيته في شارع فرعي جميل مليء بالأشجار في منطقة مخصصة للسكن فقط في بيوت فاخرة (فيلل) ، حيث تمنع البلدية هناك أن يبنى عمارات بشقق، بل تمنع حتى البناء لأكثر من عائلة في البناء الواحد .
يسكن قريبا من بيت مصطفى صديق (…)
كان الوقت مساء في مطلع العام ١٩٩٠ ، جلس الأولاد أنور وعمر وسامية يشاهدون مسلسلا سوريا في التلفزيون ببيتهم في عمان، فجأة قرع الباب ، نادت الأم أحد الأولاد. عمر ، افتح الباب يما، شوف مين بيدق . مش قايم ، خلي أنور يقوم. قرع الباب مرة أخرى ، فنادت الأم مرة أخرى. قوم يا حمار شوف مين ع الباب. نهض عمر وهو يلعن الباب ومن على الباب، صرخ قائلا: كل مرة لازم عمر يفتح الباب ، يعني علشان أنا صغير لازم دايما أنا اللي أفتح الباب ؟ روح يا عمر، تعال يا عمر، .. طز فى عمر. وصل عمر إلى الباب ، فتحه فإذا (…)
هل يمكن لنا أن نمحو ذنوبنا وخطايانا بذنوب أخرى نرتكبها؟ أيجوز لنا أن نخفى جرائمنا الصغيرة بجرائم أكبر وأكثر بشاعة؟ كلا لم أعد أصدق امرأة بعد اليوم. كلهن خائنات، يمتهن الكذب، ويستعذبن خيانة الرجال!!
قلت لها بوضوح دون أي غموض: يا لطيفة الجريمة لا تمحى بجريمة أخرى. منذ ذلك الحديث أنهيت غير آسف علاقتي بها، لم أعد أستوعب أية علاقة معها. كنت أعتقد أن الحب يمكن أن يتحول إلى صداقة، وأن الحبيب يمكن في ظروف معينة أن يصبح صديقا، لكن أية صداقة تلك التي تريدني أن أحافظ عليها، في الوقت الذي لم يعد (…)
كان الأسرى الفلسطينيون في سجن بئر السبع عام ١٩٨٣ يتذمرون من اعتداءات الجنود الإسرائيليين على رفاقهم المنقولين من السجن إلى سجن آخر أو للعلاج في مستشفى سجن الرملة الذي يعتبر المستشفى المركزي لدائرة السجون الإسرائيلية.
لم يعد الأمر محتملا، فكلما عاد أسير من المستشفى يقدم تقريرا موسعا يشكو فيه اعتداء الجنود الذين كنا نسميهم برجال البوسطة، بعضهم كان يعود وآثار الضرب والركلات بادية على وجهه. والبوسطة كلمة عبرية وتعني هنا السيارة التي ينقل بها الأسرى أو السجناء اليهود من سجن إلى سجن آخر وغالبا (…)