الصفحة الرئيسيةقصائد وأشعار
إلى بيروت رغم الحصار
بصمودك الفتان ما أحلاك!
الأحد ١٦ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم

عندما بدأ القصف الهمجي الصهيوني على لبنان، تململ الأشقاء الملوك والزعماء العرب، فقد أُحرجوا وبانوا على حقيقتهم، وهرب السياح العرب على الفور تاركين لبنان يحترق وحده، مع أنه كان بإمكانهم أن يبقوا عدة أيام أخرى لعل ذلك يحرج زعماء بلدانهم فيتحركون لدعم لبنان الشقيق، وعندما اشتد القصف أكثر هرب معظم العاملين في لبنان من الأقطار العربية، خوفا من القصف الهمجي الإسرائيلي، وتركوا بيروت وحدها تدافع عن نفسها، مع أن الواجب كان يفرض عليهم أن يبقوا ليساعدوا أهلها في نكبتهم وهي التي احتضنتهم في سنوات الخير.

هربوا لأنهم لم يعشقوا بيروت رغم أنهم أكلوا منها، وتغنوا بها وهم سكارى، تركوها تدافع وحدها عن أبنائها، كما تخلى عنها الزعماء العرب (الأشقاء) الذين سمعوا صرخات أبنائها، فتجاهلوها لأنها لا تعني لهم شيئا، فهم أشقاء أيام السلم، والخير، فالذين لم يعرفوا كيف يعشقون بيروت، لا يعرفون كيف يدافعون عنها، وحدهم أهل لبنان اليوم كما الأمس يعرفون من أشقاءهم الحقيقيين، ومن هم عشاق لبنان، عشاق بيروت وبعلبك وصيدا والبترون والنبطية وخلدة، وكل ذرة تراب في هذا البلد الرائع والذي سوف ينتصر بصموده، وبعدالة قضيته.

لكم تمنيت أن أكون معكم في لبنان لأسعف الجرحى، وأنقذ المصابين، لأدافع معكم، وأستشهد معكم لو اقتضى الأمر، فالشهادة على مشارف بيت الحبيبة حلم يراود العشاق.

أرضَ البطولة والصمودِ حَمــــاكِ
ربُّ البرية من حصــــــار عــداكِ
لا تبكِ يا بيروت غــدر أحبـــــــةٍ
تركوا اليهود يدمرون قـــــــراكِ
قصفتْ بوارجهــم وآلة حربهمْ
مدن المحبة والجميع يــــراكِ
زعماؤنا وملوكنا في غفلـــــة
لم يسمعوا بيروتَنا شكواكِ
تركوكِ وحدكِ فالهروبُ بطولة
ولكم تغنوا في جمالِ نساكِ
يا جارة الوادي بربك ما الذي؟
جعل الأحبة يهجرون ربــــاك؟
أين الأمير [1] وأين شوق أُخُوّةٍ
فلطالما غـــــنوا: نريد رضــــــاك
فــروا كما الغزلان ساعة صيدها
تركوا جمالــــــــك يستباح حداكِ
يتفرجون على مصائبـــك التـــي
هطلتْ كأمطار تشق ســـــماكِ
وبكوا نفاقا ليس حزنا فاعلمــي
فَهُمُ الدعـارةُ كلها حاشـــــــاك
فليتركـــوك حبيبتي وليرحـــلوا
فالــرب في علــيائــه يرعــــاك
سأظل رغم القصف مثلك عاشقا
بصمـــودك الفتـــان ما أحـــلاك
لا تندبي بيروتُ حظك واصبري
بأُخوّة الســـوء الإلـــــــه بلاك
يتساقط الشهداءُ، منْ يرثيهمُ؟!
مثل الطيور على تــــراب ثراك
يكفيكِ شيخـا صامـــدا بعرينـــه
فحذاؤه تــاج لــمن عـــــاداك
يكفيك من عشقوا بغير مقابل
لا يبذلون دماءهم لِســِـــواكِ
أو تسمحين على مداخل خلدةٍ [2]
أن نذرف الدَّمَ في الدفاع فداك؟
بترون [3] يا بلد المحبة والوفا
قصفوكِ جورا واستُبيحَ حِمـــاكِ
لم يعرفوا أن الشهــيد دمـــاءه
تنمو زهورا في جبـــال هــواك
آهٍ أيا صيـــدا فليتــك تعـــرفي
في القلب شوق جارف للقاك
لن يهزموك بحقدهم وسلاحهم
بلَدَ الهوى، سبحان من سواك

[1أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كتب قصيدة يا جارة الوادي في زحلة والتي غناها لاحقا الموسيقار محمد عبد الوهاب.

[2خلدة: منطقة جنوب بيروت

[3البترون: مدينة لبنانية في الشمال تعرضت للقصف واستشهد فيها جندي لبناني وجرح ثلاثة.


تعقيبك على الموضوع
مشاركة منتدى:
بصمودك الفتان ما أحلاك!
الخميس ٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٧

انت تطلب من العرب ان تةقف معكم وانتم لم توقفو مع نفسكم احذر من انتقول هذا عن العرب تاكد من نفسك ياهذا




الرد على هذه المشاركة

بصمودك الفتان ما أحلاك!
الأحد ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم لبنانية

منذ بداية هذا العدوان المؤلم على لبنان و انا أقرأ كل يوم كل المقالات و الاشعار و الخطابات التي تقال و تكتب عن الحرب لكن لم أقرأ أجمل و أصدق مما قلت فعلا فمن يعشق لبنان و هواء و أرضه وأهله لا يستطيع ان يتركه بسهوله...
أنا ايضا اتمنى ان اكون الان في لبنان بين أهلي و ان اقتضى الأمر أن أموت بينهم حتى لا أبقى خجله من موتهم و بقائي حية...
شكرا




الرد على هذه المشاركة

في هذا القسم أيضاً