/B_rub>
مع اقتراب ذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين عام ١٩٨٩، كانت القيادة الموحدة للانتفاضة قد طالبت المواطنين برفع الأعلام الفلسطينية في سماء فلسطين في ذكرى إعلان الاستقلال(١٥/١١).
كانت إسرائيل تمنع رفع الأعلام الفلسطينية، وتعاقب حاملها بالسجن قد تصل إلى عام كامل.
كان أحمد أحد الشبان المقدسيين قد أخذ على عاتقه مع مجموعة من أصدقائه رفع ألف علم فلسطيني في تلك الذكرى.
قبل شهر من المناسبة قام أحمد بتشكيل عدة مجموعات من الطلاب والطالبات وقسمهم بحسب الأزقة والشوارع، بعضهم كان مسؤولا داخل البلدة (…)
لم يدر بديع كيف خطرت له تلك الفكرة، ولا كيف سيطرت على تفكيره، جلس وحيداً في سيارته يفكر فيما أقدم عليه. كان يضرب كفا بكف، يحاول جاهدا أن يجد حلاًً لتلك المشكلة الكبيرة التي ورط نفسه فيها، والتي ستغير مجرى حياته كلها، كان يخاطب نفسه كالمجانين فالصدمة كبيرة، والنتائج آخر ما كان يتوقعه. لو كانت تحبني لما أقدمت على خيانتي. لماذا استجابت لدعوته للتعارف؟ لماذا قبلت أن تقابله اليوم خلال وجودي في العمل؟ تريد مقابلة رجل لم تره من قبل، ما الذي تكرهه بي؟ ألست وسيما؟ ألم تقل لي صباح مساء: «أنت أجمل رجل (…)
حمل يوسف الحقيبة الصغيرة التي كُلِّفَ بنقلها في سيارته، وانطلق من منسوتا متوجها نحو ولاية داكوتا الجنوبية. كان خائفا من أن يراقبه أحد، عيونه على المرآة، كلما شاهد سيارة شرطة توهَّم أنها ستلاحقه فيدُبُّ الرُّعْبُ في قلبه. كان مَرْعوباً جدّاً، متوتِّر الأعصاب، وبعد ساعة من السفر بدأ يفكر بالعودة وإلغاء فكرة نقل الحقيبة من رأسه، فالمواد التي يحملها تكفي لو ضُبطت معه لسِجْنه عشرين عاما. قبل أن يتخذ قراره النهائي بالعودة لحقت به سيارة للشرطة وطلب الشرطي منه التوقف، شعر أن نهايته قد حانت، وان (…)
كان سامي فرحا لأنه بقي أسبوعانِ فقط على موعد إطلاق سراحه من أحد سجون المحافظة في مدينة سانت لويس في ولاية ميسوري الامريكية. مَرَّ ما يقارب العام على سِجْنِه هناك بتهمة إهانة وضَرْب أحد الطُّلاَّب الذي يسخر منه ومن أصله العربي. لم يتحمَّل سامي تلك الإهانة فأمسك بتلابيب ذلك الطالب وضربه، فاتصل بالشرطة التي اعتقلتة وتَمَّ تقديمه إلى المحاكمة بتهمة الاعتداء على طالب يهودي، لانه أي سامي يكرة اليهود ومعادٍ للسَّامِيَّة. كاد سامي أن ينفجر وهو يستمع إلى الشهود الذين ظهروا فجأة ليشهدوا أمام القاضي (…)
اليوم الأحد، وعلي ألا أنسى دعوة صديقي حسان لحضور حفل زفاف ابنه، فالتخلف في هذه المناسبات غير مبرر، ولا تقبل فيها الأعذار، وأهم ما في الأعراس حضور المدعوين، فالحفل بدون ناس ليس له طعم ولا رائحة.
لم أكن أتخلف عن حفلات الزفاف التي كنت أدعى إليها من قبل الأصحاب، والأقارب، فقد كانت مكانا لتجمع الأحبة، والمعارف، وفيها نشارك مع بقية الشباب في الدبكة الشعبية، ونغنى على دلعونا، وميجنا، وين ع رام الله، وغيرها من الأغاني التي كان يغنيها لنا مطرب تلك الحفلة.
الحديث عن تلك المناسبات فيها من الشجون ما (…)
الساعة الرابعة صباحا، لم يكد يمر على وجودي في هاواي سوى يومين حين كنت أمضي إجازتي السنوية مع زوجتي جانيت حتى رن جرس الهاتف، كنت أعتقد أنني في رحلة وأنه لن يزعجني أحد خصوصا في هذا الوقت من الليل. كان المتصل مسؤول قسم التحقيقات الجنائية في ولاية منسوتا: أعرف أنني أزعجتك في هذا الوقت من الليل، لكن حسب معرفتي فإن الناس عندكم لا ينامون مبكرا لأنهم يفضلون استنشاق نسيم البحر، ليلا مع ضوء القمر. ألهذا اتصلت بي يا جان؟ لا تشغلني كثيرا هات ما عندك. أريدك أن تقطع إجازتك وتعود فورا، هناك قضية مهمة يجب (…)
لم أتوقع أن تصل الأمور حد الموت، وأن يُتهم صديقي، وجاري في الشارع إلى متسبب بالقتل. ها هو الآن في السجن بعد أن حكم عليه بالسجن خمس سنوات!! خمس سنوات؟!! لم أصدق أذني بعد أن نطق القاضي قراره، حتى قرأت الخبر في اليوم التالي في كل الصحف اليومية.
يا لهذا الخبر السيء الذي لم يكن في الحسبان، أنا تسببت في كل هذا، أنا المسؤول رغم أنني لم أقصد سوى أن أمزح مع صديقي كما تعودنا أن نقيم المقالب في بعضنا بعض. كان علي أن أكون جريئا وأعترف للشرطة بما حصل. لماذا لم أفعل ذلك؟ ألأنهم لن يصدقوني؟ أم لأنني خشيت (…)
لم يترك غالب موقعا للدردشة على الشبكة العنكبونية إلا وزاره، خصوصا المواقع التي يشارك فيها الجنس اللطيف، مستخدما عشرات الأسماء الوهمية لكي يصل إلى هدفه.
يريده صيدا ثمينا هذه المرة، فهو لم يعد يلتفت إلى الدردشة مع العجائز رغم أنه تجاوز الخمسين من عمره، ولم يعد يرضى بغير الجميلات ليعوض عن سنوات عمره التي قضاها مع زوجته التي يصف فترة زواجه بها بأنها أسوأ أيام حياته، وأنه لم يسعد بيوم واحد معها بعد زواج استمر أكثر من ثلاثين سنة.
وأخيرا جاءه الصيد إلى الشبكة بنفسه، فتاة في العشرين من عمرها، (…)
عندما انتقل عبد السلام إلى الحي الجديد في مدينة الخليل تعرف على جار له يدعى أحمد ويكنى ب (أبو العبد). رجل تجاوز الستين من عمره، يقيم الصلاة في أوقاتها، ويصلي معظم الأيام الفجر جماعة في الحرم الإبراهيمي. وكثيرا ما كان أبو العبد يدعو جاره الجديد إلى الصلاة معه لكن عبد السلام كان يتهرب من ذلك بدبلوماسية نادرة في منطقة الخليل.
لم يكد يمر شهر آخر حتى تعرف عبد السلام على جار آخر في جيل جاره الأول يدعى ناصر ويكنى ب (أبو إبراهيم). أبو إبراهيم لم يكن مثل أبي العبد مواظبا على الصلاة، ولكنه كان رجلا (…)
اليوم الخميس، لدي موعد مهم في وسط المدينة، علي الذهاب إلى هناك مبكرا، يا له من يوم مزعج، فأنا واحد من الذين يكرهون الذهاب إلى وسط مدينة شيكاغو رغم أن الكثيرين يسعدون بذلك ليستمتعوا بمشاهدة أبراجها العالية، والتمتع ببحيرتها الكبيرة، بحيرة ميتشغان المليئة بقوارب الأغنياء الذين لا يستخدمونها ربما سوى عدة مرات طوال السنة.
لن أذهب إلى وسط المدينة بالسيارة، ففي الصباح الباكر تكون الشوارع والطرق السريعة مزدحمة بالسيارات والحافلات، وقد أصل هناك بعد ساعتين، والأهم من كل ذلك سأكون على أعصابي طيلة (…)
قصة قصيرة من واقع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني:
كان موعده معنا يوميا بعد العصر، ما عدا يوم السبت، لأنه عيدهم الرسمي. شكله كان يوحي بأنه مجرم رغم الملابس البيضاء التي كان يرتديها، ربما كان رئيس عصابة قبل أن يعين ممرضا في السجن، أصله من روسيا ورأسه كبير الحجم، ويلبس طاقية صغيرة على رأسه تسمى كُفْعَا. كل يوم بعد العصر نراه يأتي يجر أمامه عربة صغيرة فيها أكثر من عشرين علبة أدوية، وكل علبة عليها أرقام لا يعرف سرها سواه.
يمر على غرف السجن واحدة تلو الأخرى، يسأل الأسرى من خلف القضبان إن كان (…)
فجأة رن جرس الهاتف، بينما كان أشرف يحلق ذقنه، استعدادا للتوجه إلى شركته نظر إلى شاشة الهاتف الخلوي فعرف أن المتصل مدير مدرسة ابنه محمد. استغرب اتصاله في الصباح الباكر فلم يتعود أشرف أن يستقبل اتصالا من المدرسة على هاتفه الخلوي مبكرا، فقد مر على مغادرة ابنه محمد البيت متوجها إلى المدرسة الابتدائية عشر دقائق، فتح الخط ورد قائلا ألو هاي، نعتذر على إزعاجك، لكن نحتاج إلى الحديث معك في أمر هام، ولذا ندعوك إلى زيارتنا هنا في المكتب. هل هناك أمر هام سيد هاملتون؟ نعم هو هام لكن لا تقلق نفسك كثيرا، (…)
خشي فريد أن يتركه السائق فيتأخر أكثر، فالباص الذي يليه سيأتي بعد ساعة، ركض ليقطع الشارع بسرعة ليلحق بالباص قبل أن يغادر الموقف، لكن فجأة ضربته سيارة قادمة من الاتجاه الآخر تسير بسرعة جنونية، كان بين الحياة والموت.
توقف السير تحرك الباص مغادرا، تجمع بعض المارة، وبعد دقائق كانت سيارة الإسعاف والشرطة تملأ المكان، بحثوا في جيبه عن أية إشارة، أو بطاقة تحمل اسمه، أو عنوانه فلم يجدوا سوى ستة دولارات، وخمسة وستين سنتا. سألوه وهو في الطريق إلى المستشفى عن اسمه وعنوانه وبالكاد استطاعوا تسجيل الاسم والعنوان.
أن تكون لصا فهذا يعني أنك غير مأمون الجانب، يعزف عنك الناس ويهربون من لقائك، يتمنون لك الموت كل لحظة، يستغيبونك في كل حديث، ويحذرون أولادهم منك، يستنجدون بالشرطة منك سرا وعلانية، بعضهم يحاول الاعتداء عليك إن اقتربت من صومعته، أما إن تركته بحاله فلن يسأل عما تفعل. إن كنت لصا شرسا، ومن أصحاب السوابق، فإن معظمهم يظهرون لك محبة كاذبة، يصادقونك لكي يأمنوا شرك، ومستعدون تقديم رشوة مناسبة إن تركتهم بحالهم.
منذ الطفولة وجدي يقول لي لا تؤمن جانب اللصوص، لكني في كل حفلة عرس كنت أدعى إليها كنت أشاهد (…)
كان جورج آدمز العجوز الأبيض الذي تجاوز عمره الستين عاما يعرف بقرارة نفسه أن زوجته بريندا التي تصغره بتسع سنوات، سوف تتركه يوما ما، لأنها بدأت في السنوات الأخيرة تتذمر منه، ومن الحياة معه رغم تلك السنوات الطويلة التي عاشاها معا، وكانت حجتها دائما أن جورج لم يعد يقوم بواجبه تجاهها، لكن هو كان له رأي آخر حيث يقول: إن عينيها فارغتان، فهي امرأة تعشق ذلك الشيء حتى الثمالة، وتعتبره كالشراب يجب أن يمارسه الزوجان يوميا، ولأنه أصبح فقيرا من النعمتين فقد بدأت تبحث عن غيره، وهو لم يستبعد خيانتها له، (…)