/B_rub>
طلق زوجته بعد ثلاث سنوات من زواجه غير آبه بطفله الصغير الذي حرمه من أمه، ولم يكتف بإعادة زوجته إلى أهلها بعد دفع مهرها المؤجل، بل قرر الزواج من فتاة أصغر منها سنا قبل انتهاء عدته من زوجته الأولى ليغيظها، ويشفي غليله منها، لأنها كما يقول لم تعد تسمع كلامه، ولم تنفذ أوامره مما أجبره على طلاقها.
كعادة أهل الخليل في فلسطين فقد توجه في أواسط ثمانينات القرن العشرين وفد من النساء مع عدد محدود من الرجال لاصطحاب عروسهم إلى مكان الاحتفال ثم إلى بيتها الجديد. وقد اصطحبهم أهل العروس في موكب كبير من (…)
في بيته الجميل الكائن في منطقة أوكديل الجميلة القريبة من مدينة سانت بول عاصمة ولاية منسوتا، كان كريم يغط في نوم عميق في الخامس من أيلول عام ٢٠٠٥، وبجانبه زوجته التي أرهقها التعب بعد يوم حافل بالطبخ والتنظيف حيث كانت قد أعدت عشاء فاخرا لضيوفها احتفالا بعيد ميلاد زوجها الأربعين.
في الرابع من أيلول دخل كريم عامه الأربعين، وصار يردد أمام ضيوفه العرب مثله القديم الذي حفظه عن جده: (بعد الأربعين الله يعين)، لكن زوجته سهام كانت تصر أنه لا يزال شابا وترفض تلك المقولة. وكانت تكرر على مسامع الجميع أن (…)
تعرفت علية من خلال الشبكة العنكبوتية، أعجبت بذكائه، وثقافته، وسعة اطلاعه، فيما انبهر هو بجمالها وحديثها العذب. كانت رسائله إليها تغريها دائما بالاستمرار بمراسلته، وزادت ثقتها به أن عرفت أنه من الجزائر، من نفس موطنها الأصلي، يعرف أهلها هناك وقد جاء حديثا إلى الولايات المتحدة ليقدم رسالة الدكتوراة في القانون الدولي.
كان مؤدبا بالحديث معها، وهو ما شجعها على التواصل معه. كثيرون كانوا يراسلونها لكنها بعد فترة تقطع علاقتها بهم، الرجال معظمهم من نفس الطراز ما أن يتعرف الواحد منهم على فتاة حتى (…)
ظل يراسلها سرا في سبعينات القرن العشرين، عندما كانا طالبين، وبعد أن بادلته الحب تواعد على اللقاء في مكان لا يراه فيها أحد من أهليهما، كان الجندول المكان المفضل لديه، فهو عبارة عن كافتيريا من الدرجة الأولى في القدس يقع في شارع الزهراء، يجلس فيه الزبائن في الطابق العلوي بعيدين عن أعين الناس. أسعار المشروبات فيه عالية مقارنة بالمحلات الأخرى، لذلك لا يرتاده سوى السياح وبعض العشاق، وأشخاص ليسوا من أهله ولا أهلها. كان يختار أوقات وأيام لقائه معها في الفترات التي يكون المحل خاليا أو شبه خال من (…)
منذ أواخر تسعينات القرن العشرين يحاول ابني البكر إقناعي بشراء حاسوب شخصي، وتعهد بتعليمي كيف أتصفح الشبكة العنكبوتية، لكنني كنت دائما أتهرب من اقتراحه، فلم أستخدم هذا الجهاز اللعين من قبل، ولا أعرف شيئا عنه.
لم يهدأ ولدي، وظل يغريني بفوائد الحاسوب المتنقل (المحمول) ويشرح لي كيف استخدمه. وأخيرا في عيد ميلادي السبعين فوجئت به يهديني حاسوبا شخصيا ويفتح لي اشتراكا بالشبكة العنكبوتية وحفظ لي في قسم (بوك مارك) الصحف التي أحب قراءتها فسهل علي الموضوع.
وبالفعل بدأت كل يوم أتابع ما تنشره مواقع (…)
رن جرس الهاتف، أسرعت حنان لترفع السماعة وترد على المتصل: ألو نعم ؟ ممكن أحكي مع السيد عماد؟ (كان الصوت أنثويا ناعما) عماد مش موجود، نقول له من؟ لا معلش سوف أتصل في وقت ثاني . وأغلقت الخط .
استغربت حنان تلك المكالمة، وأغاظتها عجرفة المتكلمة. لماذا لم تذكر اسمها؟ ماذا تريد من زوجي عماد؟ وما علاقتها معه؟ في المساء عاد زوجها عماد من العمل، فأخبرته أن امرأة اتصلت به ولم تذكر اسمها. سألته: هل كنت على موعد مع أحد؟ أبدا يا حنان، ألم تخبرك عن شيء؟ لا، فقط سألت عنك وعندما أخبرتها أنك غير موجود (…)
الطقس حار جدا، إنه صيف ولاية كانزاس الأمريكية التي هي أقرب إلى الجنوب منها إلى الشمال، كل بيت لديه مكيفات تبريد لكي يستطيع تحمل درجة الحرارة العالية، إلا نزلاء سجن «ليفنوورث» الواقع على بعد خمسين ميلا من المدينة كانزاس الواقعة على الحدود بين كانزاس وولاية ميسوري فهي مدينة مشتركة أو مدينتان باسم واحد إحداهما تابعة إلى ولاية ميسوري والثانية في الشارع المقابل تابعة لولاية كانزاس.
في سجن «ليفنوورث» الفدرالي يعاني السجناء من شدة الحرارة، التي تكون أكثر ارتفاعا في الطابق الثاني منه لأن سقفه من (…)
«انتباه، على السجناء التالية أسماؤهم أن يحضروا فورا إلى غرفة الزيارة لوجود زوار بانتظارهم:» فرانك ماكلوسكي، جاك مكاريل، محمد جمعة، زياد يوسف، روبرت جي بي.
منذ الثامنة صباحا ومكبرات الصوت في سجن «دولوث» الفدرالي في شمال ولاية منسوتا تنادي على السجناء تباعا الذين وصل أهاليهم وأصدقاؤهم لزيارتهم.
كان زياد سعيدا بسماع اسمه في قائمة الزوار، لقد وصلت زوجته حوالي التاسعة صباحا، كان زياد ينتظر هذه الزيارة على أحر من الجمر. فهي أول زيارة له منذ أسابيع طويلة.
كان جاهزا للزيارة منذ الصباح، حلق (…)
في رحلته الأخيرة إلى ألمانيا لحضور معرض دولي للتكنولوجيا كان سميح يحاول توقيع عقد لشراء كمية من الهواتف النقالة (المحمول) لصالح الشركة التي يعمل بها في مصر، لفت انتباهه في إحدى أجنحة المعرض جناحا خاصا للأدوات الأمنية التي تباع للحكومات والشركات الكبيرة التي تسمح لها دولها باستخدامها، إحدى الأدوات المعروضة كان جهازا خلويا (محمول) يعمل كتلفون ويستخدم في نفس الوقت كجهاز إرسال، ولديه جهاز آخر تابع له يمكنك من خلاله (الجهاز المستقبل) التصنت على المكالمة التي يجريها المتكلم في الجهاز الأول وسماع (…)
فوجئت سعاد اليوم برسالة جديدة في بريدها الإلكتروني يعرض عليها صاحبها التعارف. التعارف!! لكن من أين له بريدي الإلكتروني؟
سعاد طالبة مدرسة في السنة الأخيرة. لديها بريدان إلكترونيان أحدهما خاص لا يعرفة سوى المقربين والثاني عام لجميع من هب ودب وهذه الرسالة وصلتها إلى بريدها الخاص. فكيف استطاع ذلك الشاب اقتحام عالمها الخاص والوصول إليها؟ آه من هؤلاء الشباب! يتفنون في اصطياد عناوين البنات كأنها مباراة بينهم أيهم الأسبق. قرأت سعاد رسالته مرة أخرى وقررت إلغائها فليس لديها الوقت للتعارف على شاب لم (…)
لم يصدق حامد من طيرة المثلث في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ ما سمعه من الضابط الإسرائيلي بأنه مطلوب للتجنيد في الجيش الإسرائيلي. تجنيد؟ نعم للتجنيد. ولكني عربي. وأمك راحيل شيرانسكي يهودية. وحسب القانون عليك الخدمة لأن أمك يهودية. ولكني لست على دين أمي. هذا أمر عسكري، عليك الالتحاق بمكتب الجيش خلال أسبوع.
هز حامد رأسه، واستلم الرسالة ودخل إلى غرفته غاضبا وهو يتمتم: «أنا للتجنيد؟ لا يمكن أن أكون جنديا في جيش احتلال، أنا عربي فلسطيني، لقد قالها محمود درويش منذ أربعين سنة، سامحك الله يا أبي، (…)
كان حسام يبحث في الجرائد المحلية والعربية في نيويورك عن فرصة عمل مناسبة بعيدا عن أعين دائرة المهاجرة، فهو لم يحصل على كرت الإقامة بعد، وما زال يبحث عن فتاة أمريكية مناسبة يستطيع أن يتزوجها ليحقق من خلالها أحلام الشباب.
فمنذ أن تغرب عن وطنه قبل سنة وهو يطارد ليل نهار لتأمين مصاريف البلد العالية. مائة دولار في نيويورك ليست مثل مائة دلار في الإسكندرية، الفرق هائل بين البلدين.
فجأة لفت انتباهه إعلان كبير في صفحة كاملة في إحدى الصحف العربية يطالب بمترجمين عرب للعمل براتب مغر مع علاوات (…)
كان أحد أفراد قوة حرس الحدود الإسرائيلية التي ترابط في نقطة التفتيش القريبة من مفترق طريق رام الله، ضاحية البريد. كانت مهمته التدقيق في بطاقات هويات المارين عن الحاجز باتجاه القدس. من يحمل بطاقة زرقاء يسمح له بالدخول أما سكان الضفة الغربية فلا يسمح لأحد منهم عبور الحاجز إلا من كان يحمل تصريحا رسميا صادرا عن الجهات الرسمية الإسرائيلية، لم يكن يدقق في السيارات فتلك مهمة جندي آخر.
مهمته سهلة ففي العادة كل الذين يتجاوزون نقطة التفتيش من المشاة يكونون من سكان القدس الذين يحملون البطاقات (…)
كان الحاج سمور يسير في الشارع المؤدي إلى مدرسة طارق بن زياد في مدينة الخليل عصر يوم الأربعاء من شهر تشرين أول ١٩٩٥ عندما سمع صراخ فتاة خلفه. استدار إلى الخلف فرأى صبية تركض هاربة وخلفها شابان في العشرينات من العمر أحدهما يحمل سكينا كبيرا. كانت الصبية تصرخ بأعلى صوتها طالبة النجدة من المواطنين، وعندما اقتربت من الحاج سمور احتمت به، وضعت يدها على حزامه قائلة: أنا بعرضك يا حاج،(انا بحمايتك)..
احتار الحاج سمور في الأمر، لكنه لم يتردد في قبول استجارتها وحل المشكلة مع الشابين المهاجمين، فقد عرف (…)
أمضى ناصر ليلة الأمس الخميس وهو ينسخ بخط يده رسالة سرية لإرسالها صباح اليوم الجمعة، من شهر نيسان عام ١٩٨٤ إلى خارج سجن بئر السبع، تشرح للمسؤولين ظروف السجن، وأوضاعه الاعتقالية المتردية، واعتداءات الإدارة المتكررة على الأسرى المنقولين إلى سجون أخرى واعتزام الأسرى الإضراب عن الطعام لإجبار الإدارة على التسليم بمطالبهم، وقد تضمنت الرسالة البيان الاعتقالي الأول الصادر عن لجنة الأسرى، وساعة الصفر، وأسماء لجنة قيادة الإضراب. كانت الرسالة مهمة جدا لذا كان عليه أن ينسخها بشكل متأن وبخط صغير حتى (…)