/B_rub>
كان «روجر» محاميا ناجحا في حياته المهنية، ترافع عن مئات القضايا أمام المحاكم الفدرالية لكنه لم يكن كذلك على الصعيد الزوجي، فقد تزوج ثلاث مرات وفشل فيها كلها حتى أن صديقاته كلهن تركنه ولم يعد تربطه بأية منهن أية علاقة، وعندما سجن بتهمة عدم الإقرار بصحة دخله المالي عن سنة 2005 وأدخل السجن، لم تسأل أي منهن عنه، ولم يصله رسالة واحدة منهن، كأنهن سررن بسجنه، ورأين في ذلك انتقاما منه.
رغم ذلك يصر «روجر» أنهن كن يعشقنه وأنه كان مثال الزوج المثالي.
عمره 63 عاما، الشيب يغزو رأسه، يقضي معظم وقته بالمطالعة، لم لا وهو المحامي القدير، حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا لأنه قدم معلومات خاطئة لمصلحة الضرائب فقد أخفى عنها دخله الحقيقي، فهو محامي ومعظم المحامين يتقاضون أجورهم نقدا لأن المتهمين عادة يدفعون للمحامين أموالا لم يصرحوا عنها أصلا.
إنها لعبة من لم يتقنها زار السجن. السجون الفدرالية كثيرة، وليس مهما أين تقيم فإدارة السجون ترسل السجين إلى أي سجن تشاء، فقد يكون السجين من نيويورك مثلا فيرسلونه إلى تكساس وقد يكون من ميتشغن فيرسلونه إلى كاليفورنيا لكن حظ «روجر» كان قويا فقد أرسل إلى كانساس رغم أنه من ميسوري لكنها ملاصقه لها من الحدود الغربية.
كان مع زملائه السجناء دائم الحديث عن زوجته الأخيرة «ماريا». فقد تزوجها وعمره ستون سنة فيما كان عمرها 28 سنة، وعندما تسأله عن هذا الفرق الشاسع في الأعمار يجيبك بثقة أنها كانت سعيدة به وأنه كان يرضيها جنسيا، لكن الأحكام في النهايات.
سافر روجر إلى كوبا رغم أن الحكومة الأمريكية تنصح رعاياها عدم السفر إلى هناك، لكنه لا يسمع نصائحها، بل يكرهها أي الحكومة الأمريكية ويرى فيها شرا يطبق على البلاد. اشترى هناك شقة صغيرة ب١٢ ألف دولار فقط، وهو مبلغ ضئيل نسبة إلى محام أمريكي. وهناك تعرف على ماريا وتزوجها.
كان سعيدا معها طيلة وجوده معها وبعد سنة قرر العودة إلى الولايات المتحدة فأخذها معه باعتبارها زوجته.
وفي بيته الجديد عاش معها حياة سعيدة وبدأ يعلمها في مدينة سانت لويس الأمريكية في ميسوري الطرقات واستخدام السيارة، ثم أرسلها لتعلم الإنجليزية. ولكن بعد عدة شهور بدأت تنقلب عليه.
عاد أحد الأيام ولم يجدها وبعد اتصالات عديدة ادعت أنها لدى بيت صديقتها «كاترينا» الكوبية الأصل. وبعد ساعات ادعت أنها ستنام عندها ولا تستطيع العودة.
كان «روجر» من خلال حديثها قد وصل إلى قناعة أنها سكرانة وأنها ربما في حفلة مع بعض الأصدقاء، وعندما أصر على أن تعود إلى البيت أغلقت الخط بعد أن شتمته.
في الصباح عادت تعتذر له عما حصل واعترفت له أنها كانت سكرانة وأنها كانت تسهر مع «كاترينا» وأصدقائها.
أحس روجر أن الأمور بدأت تفلت من يده، فاقترح عليها أن تلتحق بكلية لتتعلم بعض المواد التي يمكن أن تسليها، ولكنها اكتفت بدروس اللغة الأنجليزية.
بعد أسبوعين، عاد روجر ليجدها في البيت وقد بدأ عليها السكر، كانت مخمورة إلى أبعد الحدود. بدأت تصرخ عليه وتطلب منه الطلاق، فقال لها:
– توقفي عن الصراخ.
فحاولت ضربه بيدها. أمسك يدها وحذرها من إعادة المحاولة، فذهبت تتصل بالشرطة فسألها:
– لماذا الشرطة؟
فقالت له:
– لقد علموني بالمدرسة إذا ضربك زوجك اتصلي برقم 911.
– وماذا علموك أيضا؟ ألم يعلموك احترام زوجك؟
كانت في حالة جنونية، تركته وذهبت إلى المطبخ وبدأت تكسر أواني المطبخ، وعندما عاد ليمنعها رفعت عليه السكين لتضربه بها لكنه استطاع أن يخلصها منها، تركها وذهب إلى الغرفة الأخرى.
بعد نصف ساعة كانت الشرطة في البيت، شرحت لهم أنها تعرضت للضرب، فيما وضح لهم روجر كذب ادعاءاتها وأدخلهم إلى المطبخ ليريهم الأواني المكسورة، وأشار لهم إلى السكين التي كانت في يدها تحاول ضربه بها. ولأنها كانت سكرانه فقد أخذوا بكلامه، فهو أيضا رجل أبيض ومحام وهي زوجته كوبية لا تجيد الحديث بالانجليزية.
اقترح عليه أفراد الشرطة أن يترك البيت خوفا من أن تعتدي عليه حتى تعود إلى حالتها الطبيعية لكنه رفض ذلك وأصر على البقاء في بيته، واقترح عليها أن تأخذ مائة دولار وتذهب لتنام عند صديقتها فوافقت على الفور.
في الصباح استيقظ روجر مبكرا ففي هذا اليوم يذهب للعب الجولف وزوجته تعرف ذلك، ترك البيت وذهب ليمارس هوايته، وبعد أن عاد وجد كل المجوهرات والأدوات صغيرة الحجم قد سرقت، كما سرق جهاز الكمبوتر، وبعض الأدوات الثمينة الإلكترونية، حتى الساعة القديمة الكبيرة التي ورثها عن جده والتي تساوي عشرة الآف دور فقد سرقت، عرف أنها فعلتها، اتصل بصديقتها فأخبرته أنها لم تأت لتنام عندها ونفت علمها بمكانها. اتصل بالشرطة التي سجلت الاتهام ضدها وأخبرته بعد يوم أنها غادرت أمريكا متوجهة إلى كوبا.
– فعلتها ابنة الزانية! لعنها الله.
لم يسافر إلى كوبا لملاحقتها، لكنه قدم أوراقه إلى المحكمة يطالب الطلاق، وبعد عدة شهور وقبل أن يدخل السجن وافقت المحكمة وأصدرت أمرها بطلاقهما.
كان سعيدا بطلاقها لكنه بعد تنهد قال:
– لقد كانت غبية جدا.
– لماذا يا روجر؟
– لأنها لو انتظرت عدة شهور أخرى حتى دخلت السجن لسرقت البيت كله بما فيه، ولخرجت أنا لا أجد حصيرة أنام عليها.
– وماذا ستفعل بعد خروجك من السجن.
– سأبحث عن غيرها.
– في عمرها.
– طبعا فأنا ما زلت شابا.
– شابا في ال 63 من العمر.
– ليس المهم العمر، المهم أنني أفعل ما يفعله الشباب.