/B_rub>
جلست غزة على شاطئ البحروحيدة تنظر إلى الشفقتراقب أمواج البحروالأفق البعيدتنتظر حبيبها المسافر منذ زمنكانت أمواج البحر العاتيةتزيد دقات قلبهاخوفا على المسافر العائدوسط الأمواج العاتيةلكنها تعرف حبيبها جيدايحب المخاطر، ويقتحم الصعاب لأجلهايركب الأمواج والأهوال والخيل، ورأسهكانت أشعة الشمس المختفية وراء الأفقالبعيد تقول وداعاويرخي الليل سدوله عليهاكيف سيأتي حبيبها بالليل؟وكيف ستراه، ومصباحها قصفه أحد نسور الجووهل سيلمحهاتجلس وحيدة على تلك الصخرةالجاثمة على رمال الشاطئ لا تحركها الرياحغزة لا زالت تذكر حبيبها حينما قال لها:أشم رائحة عطرك عن بعد أمياللكنها لم تعد تتعطر بعد سفرهولم تعد تلبس ملابس الأعياد والأفراحكئيبة أيامهاكل يوم يمر دون رؤيته لا تحسبه في حياتهاما هذه الغيوم الملبدة في السماء؟أتمطر رغم صيف تموز؟أتمطر يا رب في هذا الشاطئ في عز الصيف؟!ها هي الأمطار تنزل بغزارة!!تبللت ثيابها،لم يعد يخيفها البلل، فقد تعودت عليهحتى عشقتهغزة بدأت تسير على الشاطئتمتع نفسها بمياه الأمطارالتي جعلت ثيابها تلتصق بجسدهاآه ما أجمل السير تحت الأمطاروما أروع أن يفتح المرء فمه للأعلىليلتقط حبات المطر النازلة من السحابغزة لن يخيفها الغرق،لأنها لو غرقتسيأتي حبيبها ليتقذها على بساط الريحلكأنها تعودت على الماء حتى صارجزء من حياتهامثل شجرة الجميز التيتستقبل الأمطار،بمزيد من الثمار