مرفق النص في ملف بي دي إف للتحميل والقراءة
تعد أمة الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، (نيشن أوف إسلام) إحدى المنظمات، أو المؤسسات، أو القوى الفاعلة في صفوف السود الأمريكيين، وتكاد تكون أكثرهم نفوذا بما تملكه من تنظيم، وإدارة فاعلة بين المسلمين السود. منظمة أمة الإسلام تعد القوة الأكبر في صفوف المسلمين السود وإن لم تتوافر معلومات شاملة عن عددهم سوى ما يوردونه من أرقامٍ مبالغ فيها بشكل كبير.
أمة الإسلام لم تحقق هذا النمو الكبير فقط لتاريخها الطويل فقد تأسست قبل أكثر من سبعين سنة (١٩٣١)، ولكن هناك جملة عوامل ساعدتها في هذا النهوض، أبرزها:
ما تعرض له الأمريكيون السود من اضطهاد، وعسف ساعد على زيادة عدد مؤيدي أمة الإسلام.
قيادة لويس فراخان للمنظمة، فمنذ أن انشقّ عن المنظمة الأم عام ١٩٧٧ وبدأ بإعادة هيكلتها حسب وصايا المعلم الأب إليجا محمد، واستطاع خلال الفترة الزمنية الماضية، سواء أيدنا آراءه، أو اعترضنا عليها، أن يقفز بمنظمته إلى الأمام خطوات كبيرة أجبرت معارضيه على التسليم له، والانضواء تحت لوائه مع اختلافهم معه فكريا وعقائديا.
معظم الناس الذين يسمعون عن أمة الإسلام لا يعرفون الكثير عنها، بعضهم يعد أنصارها مسلمين لأنهم يقرون بذلك، وآخرون يرونهم قد حرفوا الإسلام لأنهم كانوا يؤمنون بإليجا محمد باعتباره نبيا جديدا بعث للسود، فيما يعدهم آخرون مناصرين للمسلمين فلا داعي لإثارة العداء معهم، لكنهم في المقابل يحاولون بقيادة لويس فراخان أن يكسبوا اعتراف المسلمين، والمسيحيين بهم، ويأخذون على علماء المسلمين أنهم لا يؤيدون آراءهم، ويعادون الكثير من الدول العربية لأنّها لا تتعامل مع رئيسهم بما يجب أن يكون.
عانى السود الأفارقة في الولايات المتحدة كثيرا بسبب عهود الرق، والعبودية التي عاشوها خلال أربعمئة سنة في الأمريكيتين، وكانوا ولمّا يزالوا ينظرون للأوروبيين البيض المسيحيين، واليهود، بأنهم أعداؤهم الذين يتحملون مسؤولية استعبادهم خلال تلك المرحلة الطويلة.
وإذا كانت المؤسسات التبشيرية المسيحية قد نجحت في جذب الكثير منهم لاعتناق المسيحية، لكن سرعان ما بدأت الكنائس المسيحية الخاصة بالسود تتغير على الأرض، وأصبح لها مفاهيمها وكتبها التي تختلف كثيرا عن الكنائس التابعة للبيض.
فمثلا يعتقد السود، أو أغلبهم أن المسيح لم يكن أبيض بل أسود لأنه من الشرق الأوسط حيث تميل البشرة إلى السواد، أو السمرة لا إلى البياض، وما زالت الكنائس تقوم على أساس اللون رغم عمرها الطويل، فالسود لا يريدون لأنفسهم الانصهار، والاندماج في صفوف البيض حتى لا تفلت الأمور من بين أيديهم، لذلك تراهم جميعا مسيحيين، ومسلمين (أمة الإسلام) يعملون بشكل جدي للحفاظ على المؤسسات، والكنائس، والجوامع، الخاصة بالسود.
أمة الإسلام، محور دراستنا، ترى أنه يجب أن يتم توحيد السود الأفارقة قبل الانتقال بهم إلى قيادة الشعب الأبيض.
في العام ١٨٨٦ ولد في ولاية نورث كارولاينا طفل أسود يدعى تيماثي درو، عرف فيما بعد باسم نوبل علي لأبوين كانا من العبيد. وقد كان لهذه الشخصية دور هامّ وبارز في تشكيل أول حلقات المسلمين السود خارج تعاليم الإسلام المعروفة (1).
[**نوبل علي، أول من ادعى النبوة*]
وعلى يديه تم عام ١٩١٣ بناء أول معبد لما سمي في حينه (مورش سَيَنس) في مدينة نوارك في ولاية نيوجرزي شمال شرق الولايات المتحدة. وقد سمي المعبد بالمعبد الكنعاني إيمانا منه بأن السود أصلهم من أرض كنعان في آسيا(2).
انتشرت فكرة نوبل علي الذي سمى نفسه بالنبي مدعيا أن الله بعثه لنصرة السود في أمريكا في عشرينيّات القرن العشرين، وخصوصا في ولايات نيوجرزي، وميتشيغن (ديترويت)، ونيويورك، وفيلادلفيا، وأخيرا إلينويس (شيكاغو) الشهيرة حيث انتقل للعيش فيها عام ١٩٢٥ لأهميتها. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد منتسبي جماعة (مورش سينس) حتى عام (١٩٢٨) وصل إلى الثلاثين ألف عضو (3).
(مورش سَيَنس) كما سماها تيمَثي درو، أو نوبل علي، ليس لها علاقة بالعلوم ويبدو أنه أخذ الاسم من الجماعات المسيحية المسماة (كرسشن سَيَنس ) جماعة العلم المسيحي)، أما كلمة مورش فقد نقلها من شمال أفريقيا حيث كان يسمى المقاتلون الأمازيغ بالمورش، واعتبر نوبل علي أن السود لهم أصول من المورز أو الأمازيغ، في حين ادعى في وقت سابق أن أصولهم من أرض كنعان(4).
إن القاعدة الأساسية التي استند إليها نوبل علي أن جميع السود الأمريكيين هم من سكان قبائل شمال أفريقيا، وأنّ هؤلاء السكان الأمازيغ هم أول من دخل أوروبا فاتحين كمسلمين(5)، لكن النظرة الدقيقة في تعاليمهم تشير إلى أن معظم التعاليم التي يؤمنون بها أقرب إلى البوذية، والمسيحية، والماسونية الحرة(6).
ورغم ذلك لم يسلموا من ملاحقة الإف بي آي الأمريكية (دائرة التحقيقات الفدرالية) التي اتهمتهم زورا عام (١٩٤٠) بأنهم يؤيدون اليابانيين في الحرب، ولكنها لم تسطع إدانتهم حتى أواسط خمسينيّات القرن العشرين(7).
تضاربت الأنباء حول نوبل علي الذي ولد لأبوين عبدين وكان اسمه يوم ولادته تيمَثي درو، ثمّ تبنّته عائلة من سكان أمريكا الأصليين الذين نسميهم تجاوزا بالهنود الحمر، وكانت العائلة التي تبنته من قبائل الشيروكي، ولكن نوبل علي عندما كبر ادّعى أنه ولد لأب مغربي وأم من قبيلة الشيروكي(8).
في سن السادسة عشرة عمل نوبل علي كساحر في فرقة النور وهذا أفاده في تنقله في عدة مدن أمريكية، كما ساعده ذلك في السفر إلى مصر مع الفرقة نفسها في مطلع القرن العشرين، وهناك تغيرت حياته.
التقى في مصر أحدَ الشيوخ المصريين الذي قدم له القرآن كما قال نوبل علي مختصرا، وسماه قرآن الدائرة السابعة(9).
عاد تيمثي درو من مصر يحمل اسما جديدا هو نوبل علي، ويدعي النبوة(10).
ورفض منذ تلك الفترة فكرة أن السود عبيد، ورفض تسميتهم بالعبيد، أو الزنوج (نيجرو)، وأصر أن السود من أصول إسلامية، وعليهم العودة إلى الإسلام(11).
تعرض نوبل علي، وجماعته إلى الملاحقات الحكومية، واعتقل هو نفسه وعذب، وقدمت ضده لوائح اتهام لكنه مات بعد اسبوعين في ظروف غامضة في العشرين من تموز، يوليو ١٩٢٩، ودفن في شيكاغو(12).
تقلص عدد أعضاء جماعة نوبل (مورش سينس) بعد وفاته، فقد انضم قسم منهم إلى أمة الإسلام بعد تأسيسها وانضم آخرون إلى الإسلام الحقيقي المعروف(13).
ما يزال لجماعة مورش سينس وجود في الولايات المتحدة رغم أنه قل كثيرا، وقد تنافس على زعامتها بعد وفاة نبيهم المعروف التالية أسماؤهم:
سي كيركمان من (١٩٢٩) إلى (١٩٥٩)
ف. نلسون من عام (١٩٥٩ حتى (١٩٦٣)
ج. بلاكلي من عام (١٩٦٣) إلى (١٩٧١)
ر. لوف إل من سنة (١٩٧١) إلى (٢٠٠٢) (14).
يشير الكاتب الأمريكي المعروف إريك لينكولن إلى أن نوبل علي ادعى بأن ملك المغرب هو الذي عينه لنشر الإسلام بين الأمريكيين الأفارقة(15).
أما حول ادعائه النبوة فإن ايسن يودوم أشار إلى أن نوبل علي هو الذي سمى نفسه بالنبي علي(16). وكل أتباعه حتى اليوم يؤمنون أنه كان نبيهم، وهذا ما يشير إليه موقعهم حتى اليوم.
ولد فاراد محمد الذي يعد المؤسس الحقيقي لأمة الإسلام وزعيمها الروحي الأول عام السادس، والعشرين من شباط، فبراير عام (١٨٧٧) والذي عرف أيضا باسم (والاس فاراد محمد) في ولاية أوريغِن، واسمه الأصلي والاس دود فاراد(17). لكن أنصار أمة الإسلام يشيرون في أدبياتهم إلى أنه ولد في مكة، وجاء إلى الولايات المتحدة(18).
بدأت تحركات فاراد محمّد لتأسيس أمة الإسلام عام (١٩٣٠)، أي بعد وفاة نوبل علي زعيم جماعة (مورش سينس) بسنة واحدة، وقد بدأت هذه التحركات في ميتشغان حيث كانت المجاعة بين السود آنذاك(19). ويبدو أن موت نوبل علي قد دفع بآخرين لادعاء النبوة مثله.
وتعد الأفكار الأساسية لفكرة أمة الإسلام نابعة من أفكار نوبل علي(20) الذي انقسمت جماعته بعد وفاته إلى قسمين، قسم ظل مع الرئيس الجديد، وآخر التحق بفاراد محمد(21).
كان فاراد محمد يعمل بائعا متجولا للحرير في (ديترويت، متشغن) ويدعو السود خلال عمله إلى الإيمان بالله، وكان يعلمهم أن الشيطان هو الرجل الأبيض، وأن الملائكة من السود، وأن أصلهم من آسيا، وأنهم لن يستعيدوا حقوقهم إلا بالإيمان بدينهم الجديد أي الإسلام(22).
استطاع فاراد محمد خلال مدة قصيرة (من عام (١٩٣١) حتى عام (١٩٣٤) أن يضم إلى أنصاره ثمانية آلاف عضو(23).
ويقول لويس فراخان زعيم أمة الإسلام الحالي، أن فاراد محمد جاء من مكة حسب ما قاله الزعيم السابق إليجا محمد، وأكمل قائلا إنه لا يستطيع أن يثبت ذلك لكنه لا يجد ما يكذب قول الرسول المرسل أي إليجا محمد(24).
ويشير لويس فراخان أن إليجا محمد واسمه الحقيقي إليجا بول، ابن أحد القساوسة كان قد حضر أحد اللقاءات مع فاراد محمد قبل إسلام إليجا، وبعد الدرس سلم على فاراد محمد وقال له إنه يعرف أنه الوعد المكتوب الذي سيأتي، فرد عليه فاراد محمد أن يحفظ السر، ولا يشي به لأحد. وبدأ منذ تلك الفترة بتعليم إليجا محمد الدروس عن الإسلام، وبعد ذلك اختفى فاراد محمد بظروف غامضة عام (١٩٣٤)، حيث قال أنصاره أنه عاد إلى مكانه لأنه أي فاراد محمد كان إلها في هيئة رجل جاء يبلغ الرسالة إلى إليجا محمد(25).
مصادر الحكومة لا يوجد لديها أية دليل عن كيفية اختفائه.
استلم إليجا محمد قيادة أمة الإسلام عام (١٩٣٤) بعد اختفاء فاراد محمد، باعتباره نبيا مرسلا، أو رسولا، وفي اصطلاحات جديدة للويس فاراخان زعيم أمة الإسلام الحالي باعتباره المهدي المنتظر الذي جاء ذكره في بعض الأحاديث لدى السنة، والشيعة. أو المسيح العائد كما ورد في الإنجيل.
ولويس فاراخان يرى أن السود الأمريكيين هم الخروف الضائع الذي جاء ذكره في الإنجيل.
يمكن الاطلاع على تلك الأقوال في الرابط التالي:
http://www.finalcall.com/columns/traveler/2000/traveler11-21-2000.htm
وقد استمر إليجا محمد زعيما لأمة الإسلام حتى وفاته عام (١٩٧٥).
[*ثورة في أفكار أمة الإسلام*]
بعد وفاة إليجا محمد استلم القيادة ابنه وريث (والاس) المسلم الصحيح الذي أحدث ثورة على أفكار أبيه، فقد كان والاس قبل وفاة أبيه صديقا لمالكوم إكس (سنأتي على ذكره لاحقا) الذي طرده إليجا قبل وفاته من أمة الإسلام.
وحسب تعاليم أمة الإسلام فإن الرجل الأبيض هو الشيطان، وأن السود سيعودون لسيادة العالم وما وجود فاراد محمد، وإليجا من بعده سوى الشرارة الأولى لتلك العودة(28).
تعاليم إليجا محمد
يقول إليجا محمد في تعاليمه إن أبانا الأول كان منذ بدء الخلق أسود، وأن والد المهدي رجل أسود، وأن المهدي هو الله على الأرض. ولذلك فقد كان يطالب الناس أن يقتنعوا أن فاراد محمد هو الله على الأرض(29).
ومن تعاليمه أيضا أن العهد الثاني من الحياة (٦٠٠٠ سنة) قد انتهى مع ظهور فاراد محمد، وأن العهد الثالث قد بدأ، ويضيف في تعاليمه، أن الله يريد أن يصنع من السود شعبا جديدا، وأمة جديدة، وحكومة جديدة(30).
وقد علمه الله الذي نزل على هيئة رجل على الأرض (فاراد) إنه لا يوجد سجل واضح حتى بدأ الجنس الأسود(31).
أما أهم تعاليمه الغريبة فتقول: لا يوجد إله يعيش إلى ما لا نهاية، وأن الواحد منهم يعيش من مئة إلى ألف سنة، وعليه فإن الله الحالي لم يكن موجودا عند بدء الخليقة. ويضيف أن حكمة الإله وأعماله قد تستمر من ستة آلاف سنة حتى خمسة، وعشرين ألف سنة(32).
ومن تعاليمه أيضا أن المسيحية المزيفة هي للبيض، ويضيف:
(يقول البيض أن المسيح الذي مات منذ ألفي سنة سيسمع نداءهم، حسنا دعهم يبرهنون ذلك، كيف سيسمعنا وقد مات منذ ألفي سنة؟)(33).
لم يسلم أحد من هجوم إليجا محمد الذي كان ينسب كل شيء يقوله إلى فاراد محمد الذي كان الله على شكل رجل كما كان يقول إليجا محمد. وحسب تعاليمه:
المسيحيون ومعظم دول المسلمين القديمة والمتخلفة متشابهون، يعتقدون أن الله يختلف عن الإنسان(34).
ومن تعاليمه أيضا:
(لا يوجد أمة حضارية تريد ما يسمى بالزنوج، فقط الله الذي جاءنا على هيئة رجل اسمه فاراد محمد عام (١٩٣٠) هو الذي يريدنا، لا يهمني ما يقوله البيض، فهم ليسوا شعبي، ونحن لسنا منهم، وإلهنا ليس إلههم.
لا أستغرب ما يفعله البيض من شرور، بل أكون متعجبا لو قاموا بعمل إيجابي(35).)
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل كان إليجا يتدخل في المسائل العلمية، حيث أشار في أحد أقواله إلى أنّ الأرض عمرها ستة وسبعون تريليون سنة، أما كيف جاء بهذا الرقم فيقول أن فاراد محمد هو الذي بلغه ذلك.
يشعر السود بشكل عام وجماعة أمة الإسلام بشكل خاص بعداء شديد لليهود الذين ساعدوا في جلب السود من أفريقيا، وبيعهم في سوق النخاسة في الأمريكيتين، فقد شارك اليهود بفعالية في شراء وبيع السود كما يعترف به مؤرخوهم(36).
كانت البرازيل المحطة الأولى لليهود التي هاجرت إليها أول دفعة منهم عام (١٥٠٣) في الرحلة التي قادها البحاران فرناندو دي نوروها، وغاسبار دي غاما، وتم تهجير السود إليها مع قصب السكر، أما الدفعات الكبيرة من السود العبيد، واليهود فقد رحلت إلى البرازيل ما بين (١٦٣٩) وعام (١٦٥٤) بقيادة (ديفيد ناس) الذي قاد التدفق الأخير من العبيد للقارة الجديدة(37).
وقد كان اليهود من المتاجرين الكبار بالعبيد السود، وكانوا يستثمرون أموالهم في ذلك(38). ويقول الكاتب والباحث اليهودي هربرت آي بلوم: بأن تجارة العبيد كانت واحدة من أهم النشاطات اليهودية(39).
أفلا يحق للسود الأمريكيين أن يطالبوا يهود أمريكا، وأمريكا بالتعويض عن سنوات العبودية كما طالب اليهود الألمان بتعويض عن المجازر التي ارتكبها هتلر ضدهم؟؟
كان أول ما قام به وريث أو والاس إعادة الاعتبار لمالكوم إكس، والاعتراف أن أباه لم يكن نبيا، وأنه أي إليجا محمد نقل لهم تعاليم فاراد محمد بشكل خاطئ(26).
وقد استطاع وريث محمد أن يحدث ضجة بعد وفاة أبيه لكنه لم يصمد طويلا فقد انشق عنه أنصار إليجا محمد المؤمنون برسالته، وعلى رأسهم لويس فراخان الذي بدأ يعد العدة لإعادة أمة الإسلام إلى ما كانت على خطى إليجا محمد(27).
استطاع (وريث) والاس محمد خلال مدة رئاسته لأمة الإسلام أن يقوم بما يلي:
ألغى تعاليم إليجا محمد بأن العنصر الأسود هو السيد، وأن الأبيض هو الشيطان.
وصف فاراد محمد بأنه الرجل الحكيم، وليس شخص الله على الأرض وبالتالي نفى أن أباه كان نبيا، أو المهدي المنتظر.
أنهى تطلع السود إلى دولة، واعترف بالقانون الأمريكي.
أعاد المنظمة للتعاليم الإسلامية الصحيحة.
أيد تعاليم مالكوم إكس حول الإسلام ورد له اعتباره.
غير اسم أمة الإسلام عدة مرات بدءا من المجتمع البلالي نسبة لبلال مؤذن الرسول، وانتهاء بالمفوضية الإسلامية عام (١٩٩٠).
مالكوم إكس - مالك شاباز
ولد في التاسع عشر من أيار – مايو – عام (١٩٢٥) لوالدين هما لويس وإيرل لِتِل في ولاية نبراسكا الجنوبية. كان أبوه قسيسا، ومؤسسا لإحدى المؤسسات العالمية المسيحية للسود وتدعى: (ماركوس كارفيك) ، وقد سمي بعد ولادته بمالكوم لتل(40).
كان مالكوم سريع الغضب يثور لأتفه الأسباب، وقد سجن في أواخر أربعينيّات القرن العشرين، وتعرف في السجن على جماعة أمة الإسلام فانضوى تحت لوائهم. شيئا فشيئا أصبح من أتباعهم، وأصبح يراسل إليجا محمد من السجن، وبعد خروجه عام (١٩٥٢) من السجن أصبح من الوجوه البارزة في أمة الإسلام، ثم أصبح الناطق الرسمي باسم إليجا محمد نظرا لشخصيته وقوة حديثه.
وكان مالكوم إكس أحد الذين ساهموا في توسيع قاعدة أمة الإسلام.
عام (١٩٦٠) أقدم على تغيير اسمه الأخير من اسم عائلة أبيه (لِتِل) إلى (إكس) كاحتجاج على أن اسم العائلة لم يكن اسمه الحقيقي ولكنه الاسم الذي فرضه البيض على آبائه السود، بعد نقلهم بالقوة إلى الولايات المتحدة(41).
خلافاته بدأت مع إليجا محمد عندما اكتشف مالكوم أن إليجا يقوم بالتحرش ببعض السكرتيرات العاملات في مكتبه، وهو تصرف لا يليق بالأنبياء(42). فانسحب من أمة المسلمين، وأسس مؤسسة جامعة المسلمين، ثم أوجد مؤسسة (وحدة الأمريكيين الأفارقة)(43).
وعندما راجع مالكوم إليجا عما فعله بعد أن حملت منه بعض السكرتيرات قال له إليجا: أنا داوود الذي أخذ زوجة أحد رجاله(44).
بعد اغتيال جون كندي الرئيس الأمريكي عام (١٩٦٣) أصدر مالكوم إكس تصريحا أثار ضجة البيض فقد قال ما معناه أن كندي جلب لنفسه الاغتيال من خلال قراراته، وهو شبيه بالمثل المشهور في بعض الدول العربية (دجاجة حفرت، على راسها عفرت)(45).
هذه التصريحات أحدثت ضجة كبيرة في أوساط البيض، وكذلك إليجا محمد الذي ربما رآها فرصة مناسبة للانتقام من مالكوم إكس فأصدر قرارا بمنعه من التصريح أو إلقاء الخطب لمدة تسعين يوما(46).
سافر مالكوم عام (١٩٦٤) إلى مكة المكرمة للحج، وهناك تعرف إلى الكثير من علماء المسلمين، فعاد وقد تغيرت أفكاره ليؤمن أنه يمكن التعاون مع البيض الأمريكيين للقضاء على التمييز العنصري، وغير اسمه رسميا ليصبح (مالك شاباز).
وفي الواحد والعشرين من شباط – فبراير – عام (١٩٦٥) تم اغتياله عندما كان يلقي خطابا في مؤيديه في منهاتن في ولاية نيويورك.
الحكومة اتهمت ثلاثة من جماعة أمة الإسلام باغتياله، وأدانتهم رسميا لكن بعض أنصاره قالوا: إن للحكومة يدا في اغتياله(47). لكن جماعة أمة الإسلام تتهم المخابرات الأمريكية باغتياله لما كان يمثله من قيم دينية، وروحية تثير السود ضد البيض، وتعمل على تنظيمهم.
لكن الكاتب جولدمانز يقول في كتابه (حياة وموت مالكوم إكس) بأن مالكوم ساعد إحدى السكرتيرات على رفع دعوى قضائية ضد إليجا محمد مما جعل إليجا محمد يقول: إن أيام مالكوم أصبحت معدودة(48).
ويبدو واضحا أن مساعدة مالكوم للسكرتيرة الضحية لرفع دعوى قضائية معناه أن مالكوم لم يعد يؤمن أن إليجا نبي للسود ولا حتى المهدي المنتظر.
لويس فراخان
ولد لويس فراخان في الحادي عشر من أيار – مايو – عام (١٩٣٣) في منطقة برونكس في نيويورك في الولايات المتحدة، وكان اسمه عند ولادته (لويس يوجين والكت).
انتقل مع أهله إلى ولاية بوسطن وهو في الرابعة من العمر وانضم وهو في سن الثاني، والعشرين عاما إلى أمة الإسلام، وبدأ اسمه يلمع بعد ذلك.
ترك أمة الإسلام بعد وفاة إليجا محمد إثر خلافات مع ابن إليجا وريث (والاس) الذي خلف أباه في قيادة أمة الإسلام. وفور انسحابه بدأ يعمل على إعادة بناء أمة الإسلام من جديد بعدما فُقدت على يد والاس على حد تعبيره(49).
اختلفت أمة الإسلام بعض الشيء في عهد لويس فراخان عنها في عهد إليجا محمد، فلم يعد فراخان يدعو إلى الاستقلال في دولة خاصة للسود الأمريكيين كما كان يدعو إليجا(50).
وقد نجح لويس فراخان في قيادة أمة الإسلام إلى عهد جديد واتسعت قاعدتها الجماهيرية في عهده، فهو خطيب لبق ومتحدث بارع، ويعود له الفضل في حشد الأمريكيين السود في مسيرة المليون عام (٢٠٠٥) حيث وحد فيها كافة أطياف الأمريكيين السود في تلك المسيرة التي وصلت إلى واشنطن العاصمة تطالب بحقوق مدنية أفضل للسود المضطهدين.
علاقة أمة الإسلام مع اليهود كانت سيئة لإيمانهم أن اليهود ساهموا في تجارة العبيد، وأنهم حصلوا على امتيازاتهم في أمريكا على حسابهم(51). توجد لأمة الإسلام عدة مكاتب ومساجد حيث يتواجد السود الأمريكيين، ويقع مقرهم الرئيسي في شيكاغو، في شارع ستوني آيلاند، ولهم مشاريع اقتصادية، وجامعة باسم جامعة محمد، ويحاولون إقامة علاقات مع المسلمين العرب، ويشارك السيد لويس فراخان زيارة بعض الجوامع للمسلمين (السنة)، حيث يشارك أحيانا في صلاة العيد، أو بعض صلوات الجمعة.
الهوامش موجودة في الملف المرفق (بي دي إف) لمن يرغب في تحميل الدراسة القصيرة.
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |