ردا على قصيدة عادل سالم " بالشفاه أحترقُ"
الشمسُ تَحتَ ضِيائِها تَتَشَمَّسُ
الأربعاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم محمود الدليمي
صُبحٌ .. بِفَيضِ بَرَاءَةٍ يَتَنَفَّسُ
وَنَقَاوَةٌ ..منها النَّقاوَةُ تُقبَسُ
دُرِّيَّـةٌ ..نــُوريَّةٌ ..قُدُسِيَّـةٌ
وَأَجَلُّ ثَمَّ أَجَلُّ ثَمَّ وَأقدَسُ
تُنسَى بِحَضرَتِها المَواجِعُ كُلُّها
كالآيِ ما تُتلى الوَساوِسُ تَخنُسُ
قَد شَفَّ مِنها طِينُها فَأَبَانَ حتّـــى
رُوحَها لِلعَينِ لَولا المَلبَسُ
كَذَبَ ادِّعَاءُ الظِّلِّ مُنتَسِباً لَها
فالشمسُ تَحتَ ضِيائِها تَتَشَمَّسُ
لَو كُـلُّ كائِنَةٍ تُحَطُّ مَكَانَها
يا سُندُسِيَّةُ ..لارتَدَاكِ السُّندُسُ
جَلَسَت إليَّ وما شَكَكتُ بِأَنّها
فِي كُلِّ رُكنٍ من كِيانِيَ تَجلِسُ
فَإذا نَظَرتُ ..فَإنَّ كُلِّيَ أَعيُنٌ
وإذا شَمَمتُ ..فَإنَّ كُلِّيَ مِعطَسُ
وَرَنَتْ إليَّ فَفَجَّرَتنيَ أَبحُرَاً
حِكَمَاً يَخُطُّ سُطُورَهُنَّ مُهَلوِسُ
أَنَا جَالِسٌ .. لكنْ أُرَفرِفُ فَوقَها
قَلباً ..يَحومُ كَما يَحومُ النَّورَسُ
وَتَبَسَّمَت ..فَإذا الجُمانُ مُنَضَّدٌ
سُبحانَكَ اللهمَّ كيفَ تُهندِسُ
وَعَدا استقامةِ خُلْقِها وَقَوامِها
كُلُّ الذي في ناظرَيَّ مُقَوَّسُ
أَخشَى عليها مِن مُصافَحةِ النَّدَى
وَمِنَ النَّسيمِ بِمِسمَعَيها يَهمِسُ
يا ماءُ وَيحَكَ ..حينَ تَلمَسُ وَجهَها
رِفقاً .. وَسَمِّ اللهَ فيما تَلمَسُ
لَيستْ تُوَصِّفُها مَعاجِمُ .. إنما
تَكفي الإشارَةُ لحظَ مَن يَتَفَرَّسُ
عَمِيَ الرّجالُ كأنما في الأرضِ أنـثى
غَيرُها كَي يَخطِبوا وَيُعَرِّسُوا
هَيهاتَ لا يَظما ولا يَضحى ولا
يَعرى وَيسغَبُ عَبدُها أو يَبأَسُ
مُتَلَمِّسٌ قَلبي بأضلاعِي مَتَـــى
انصَرَفَتْ وَلا أَثَرٌ لِمَا أَتَلَمَّسُ
يا سُندسيَّةُ إنَّ قَلبي ما لَهُ
بابٌ .. ولا حَرَسٌ بِهِ تَتَمترَسُ
مُذْ أربَعينَ كَسَرتُ أقفالِي فَمَنْ
تَبغِي الدُّخولَ فَإنّها لا تُحبَسُ
حَتّى نَزَلتِ إليَّ أنتِ غَمامةً
فامتصَّ ماءَكِ قَلبيَ المُتَيَبِّسُ
نَفسي فِداؤُكِ وهيَ واحدةٌ وَلَو
بِيَدي سِواها كُنتُ قُلتُ الأنفُسُ

لقراءة نص قصيدة عادل سالم بالشفاه أحترق انقر هنا

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة