أولاد للتبني!
الأحد ٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم عادل سالم

وقفت سيدة مسلمة عربية تلبس الحجاب في المسجد لتعلن للمصلين أن هناك أربعة أطفال مسلمين عرب موجودين لدى مؤسسة لرعاية الأطفال بحاجة لمن يتبناهم لأن المحكمة قضت بعدم صلاحية أمهم لتربيتهم.
لم يرفع من الحضور أحد يده مبديا استعداده لرعايتهم. لكن أحدهم سألها:
 لماذا لا توزعون كل طفل على أسرة وبذلك يكون الأمر أسهل؟
فأجابته على الفور:
 لكن يا أخي هؤلاء أربعة إخوة أفلا يكفي أنهم فقدوا أمهم لإهمالها وأبوهم لا يسأل عنهم فلماذا نشتت شملهم أكثر من ذلك.
رد أحد الحضور..
 لكن العدد كبير لأسرة واحدة.
قالت له:
 يا أخي العزيز بعد أن سحبتهم الشرطة من أمهم فقد منحتهم لعائلة من السود الأمريكيين غير المسلمين، لكننا بذلنا جهوداً لاستعادتهم لعل عائلة مسلمة تتبنى رعايتهم وتنشئهم تنشئة إسلامية بدل ضياعهم.
لم يتحدث أحد ، صمت مطبق.
السيدة تواصل الحديث:
إذا فشلنا في إيجاد عائلة مسلمة تتبناهم فسوف تستعيدهم منا الشرطة وسوف تقرر المحكمة منحهم لأول عائلة تتقدم طالبة رعايتهم، بعد ذلك لن نستطيع حتى الحديث معهم.
صمت مطبق .
 أنا أدرك حجم المعاناة لكل منكم، لكن التضحية مطلوبة.
أحد المصلين يقول بينه وبين نفسه يكفينا ما عندنا ، شاب شعرى من أولادي ،فكيف بأولاد غيري.
كان جاره بجانبه يتمتم.
 لماذا نتحمل أخطاء غيرنا؟
فرد عليه مصل آخر:
 لماذا لا تتبناهم هي نفسها؟
 وهل هذه أول جريمة ترتكبها أم عربية؟ هناك آلاف الأولاد الذين نسيهم آباؤهم لأنهم جاءوا فى غفلة منهم بعد أن قضوا متعهم مع صديقاتهم ،هناك آلاف الأبناء يعيشون مع آباء وأمهات أسوأ من تلك المرأة التى سحبوا أولادها منها فلماذا نتحمل أوزار غيرنا؟.

سأل مصل رابع من بجانبه
 من أبوهم؟.
فرد عليه جاره.
 هؤلاء أولاد حسن سلمان ، ألا تعرفه، ترك زوجته بعد أن طلقها وغادر البلاد، أما أمهم فقد كانت تتركهم وحدهم في البيت وتدور على حل شعرها.
في المرة الأولى أنذرتها الشرطة بعد أن شكتها جارتها لكن بعد تكرار الحادثة أخذت الأولاد.
 يبدو أنها فرحت لأنها تخلصت منهم.
 معقول يا رجل ؟ أم تترك أولادها؟.
 ماذا رأيت يا أخي؟ المخفي أعظم.
 لماذا لا نعمل على رعاية هؤلاء الأطفال معا .
 وماذا لو عجزنا عن ضبطهم فأنت ترى أحدهم عمره عشر سنوات، وقد تعلم الإهمال من أمه، فقد يساهم في تخريب أولادي وعندما يكبر فهو سيحتاج إلى مصاريف أكثر وجامعة وأنا ملزم به حتى سن 22 سنة، ماذا لو أحضر صديقته لبيتي؟ لا يا عم يكفيني ما بي.
عرفت السيدة أن مهمتها صعبة، لكنها لم تيأس فقالت في ختام حديثها.
  أرجو أن تمرروا هذه الرسالة لكل الإخوة ، فمن يقرر التطوع –جزاه الله خيرا- لرعايتهم ،عليه أن يتصل بإمام المسجد، ثم تركت الميكروفون.

انتهت المدة المحددة، فاضطرت الشرطة إلى أخذهم من المركز الإسلامي للرعاية، ومنحوا لعائلة أمريكية من ولاية أخرى لا أحد يعرف أين هم ولا كيف يعيشون!.
المسلمون هناك ما زالوا يقيمون صلاة الجمعه ويدعون الله أن ينصر الإسلام والمسلمين.

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة