| هل الرحيل فودع الأصحابا |
وكن الصبور وللنوى غلابـــــــا |
| قد كان توديع الأحبة مؤلما |
والقلب بعد فراقهم قد ذابا |
| آه على قلب تعود كلما |
هب النسيم يودع الأحبابا |
| بالأمس ودعنا البلاد بدمعة |
واليوم صرنا في العلى أغرابــا |
| وشربت نخب الراحلين وذكرهم |
واليوم تشرب في الهوى أنخابا |
| ودعت في الماضي رفاقا أصبحوا |
بعد الشهادة في القبور ترابـــــا |
| وتركتَ أبطالا بنفحة وحدهم |
أنسيت عهدك حين كنت شبابا؟! |
| هاجرتَ من وطن المحبة باحثا |
عن جنة كانت إليك سرابــــــــا |
| وهجرتَ أرضا قد روتك بمائها |
وتركت أعداء بها وذئــــــــــابـــــا |
| يا جنة الفردوس يا قدس الفدى |
هل تفتحين لعودتي الأبوابا |
| لا تحرميني من ترابك بعدمــــــا |
شـــــاخ الفؤاد وشعره قد شابـــــــا |
| ودعــــي العتاب فما عرفتك للأسى |
حسبي عناقك أن يكون عتابـــــــــــا |
| هذا اعتذاري يا حبيبة فاعلمي |
كشف الزمان بغربتي الأنيابـــــــا |
| سنعود أفواجا إليك بلهفة |
مثل الطيور لوكرها أسرابــــــــــا |
| سنعود يا عنب الخليل وخمرها |
فالكأس بين كرومها قد طابــــــــا |
| عنب يفوح الطيب من حباته |
أشهى من الخمر العتيق شرابا |
| لا يرتوي العطشان من أعنابه |
يا شاربا كوبا تلي أكوابــــــــا |
| شبابتي نادت متى سأجبيها؟ |
لنعود نصدح ميجنا وعتابـــــا |