الصفحة الرئيسيةظلال الياسمين
القاصة عزة أنور في حوار مع ديوان العرب:
دور المبدعين العرب غائب ومهمش
السبت ١٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم عادل سالم

قاصة مصرية، شقت طريقها بنجاح، حتى أصبحت واحدة من جيل السرد الشباب، وقاصة متميزة، وإحدى رائدات الحركة الثقافية في مصر، أنجزت العديد من المجموعات القصصية للكبار والصغار، ويوجد لها الآن تحت الطبع مسرحية بعنوان مدينة الألوان، ومجموعتان قصصيتان، (مدينة العجائب)، و(قالت جدتي)، ترى الثقافة في العالم العربي في تراجع مستمر، ليست من أنصار القصة القصيرة جدا، وتصفها مثل وجبة سريعة، أو أغنية نسمعها في الطريق، ولا تمس الروح بصدق، عزة أنور كانت ضيفة ديوان العرب في حوار ثقافي ممتع، وإليكم نص الحوار.

  [*كيف تستمد عزة أنور شخوص قصصها؟ من الواقع، أم من الخيال أم من كليهما؟*]
 أنا لا أخترع شخصية ليس لها وجود.. فالواقع هو البحر الذي أمد فيه صنارتي.. البداية تكون برؤيتي لشخصية أراها أو أسمع عنها فأجد فيها ما يجذبني.. معنى ما.. ملمح خاص..تدخل إلى نفسي بلا استئذان وتظل هكذا فترة.. ويمكن أن تمتزج مع شخصيات أخرى ثم تختلط بروحي وإحساسي.. وفي وقت ما يصير لها حضور طاغي داخلي في هذه الحالة أجلس وأكتب عنها، ولهذا من الصعب الإشارة إلى شخص فى الواقع لنقول هذا هو بطل القصة بعد ذلك.

  [*بدأت تنتشر حديثا القصص القصيرة جدا، هل تستهويك تلك القصص؟ هل تحقق الرواج المطلوب؟ أم ستبقى قليلة الانتشار؟*]
  لابد أن نفرق وندرك أن هناك قصصا لها تكثيف عال جدا وأصحابها يكتبونها بوعي شديد وتبدو كما لوكانت جزء مقتطعا من الروح...وبين هذا النوع من القصص التي أشبه بالألغاز، ويتعامل كتابها مع الفن بحرفية..وغالبا ما تتسم بغموض مفتعل.. وتنطلق دوما من حالة تضخم داخلي وفقر في التجربة..لكنى عموما لا أفضل هذا النوع من القصص فهو مثل وجبة سريعة أو أغنية نسمعها فى الطريق لاتمس الروح بصدق، قد تلفت نظرنا بعض الوقت لكن لاتثرى أعماقنا ولاتقدم لنا وعيا جديدا.. فهى مثل موضة لن تظل كثيرا.

  [*لماذا يهتم الكتاب الشبان في العصر الحالي بالمهرجانات والجوائز غير العربية أكثر من اهتمامهم في انتشار إبداعاتهم لدى أبناء وطنهم؟ هل أصبح هم الكاتب حضور مهرجان أدبي يدعى إليه؟*]
  الأمر ينطلق من أزمة في الغالب وهناك أسباب عديدة أدت إلى ذلك.....هؤلاء الكتاب من خلال عدة تجارب وإحباطات متوالية لهم ولغيرهم أدركوا أن الوطن لن يلتفت إليهم وهم كتاب مغمورون.. القضية لن تفرق كثيرا لو كانوا موهوبين..فكثير من الموهبين وفي مجالات عديدة في أوطاننا يعانون من النبذ والإهمال ولكن يبدو أن تلك السمة ليست جديدة بأي حال من الأحوال وإلا لما قيل هذا المثل (لاكرامة لنبي فى وطنه)، لكن الوضع يختلف في حالة صعود هذا المبدع وتألقه فى مكان ما فدائما تزال المعوقات وتفتح أماكن النشر أبوابها..وتحتل صوره وأخباره الجرائد ويصبح ضيفا عزيزا فى عدد من البرامج.. والأمر يختلف بالطبع تبعا لنوعية هذه المؤسسات وقوتها وحضورها في العالم العربى.

لا أعرف جذور هذا الأمر في الحقيقة، ولماذا وصلنا إلى تلك الحال..هل الأمر يرجع إلى الاستعمار..فهو وأن ترك الأرض لكن لا يترك احتلاله للعقول..وصار تقييم الآخر لنا أهم من تقييمنا لذواتنا..لقد صرت ألاحظ إن كثيرا من الأوطان العربية صارت تلفظ أبناءها..وتجرى على احتواء الغرباء. ولهذا أرى أن مايفعله هؤلاء الكتاب يرجع بالدرجة الأولى لأزمة وجودهم فى أوطانهم فهم ملفوظون حتى إشعار بالتقدير من الآخر.

 [*كيف تقيمين حال القصة القصيرة في الساحة العربية، هل هي بخير، أم في طريقها إلى الاندثار؟*]
 القصة هي فرع من فروع الأدب..وما يجري عليها يجرى على الثقافة بوجه عام.. ولهذا فأنا أرى أن الثقافة تتراجع بشكل عام فى الوطن العربى فهناك حالة ما، ومناخ يحول دون ذلك فالحال هنا وهناك لايسر من احتلال العراق وقتل الفلسطينين وتشريد ومرض..فلم يعد طموح الإنسان في هذا العصر أن يمتلك كتابا أويقرأ قصة ولكن كيف يحيا في وضع آمن...كيف يلبى قوت يومه؟.. لقد أصبح البحث عن لقمة العيش يساوي في كثير من الأحيان الموت.
..وقديما قال أحد الفلاسفة أنه لا يستطيع أن يرفع رأسه إلى السماء وهو يشعر بالجوع.. ورغم ذلك فأنا أرى أن القصة لن تندثر فالتجارب علمتنا أن الحياة يمكن أن تدب في الجسد الميت..فرغم البيئة الصعبة التي يحياها المبدع إلا أن هناك إشراقات تظهر بين الحين والآخر تدفع في نفوسنا الأمل والتفاؤل.

  [*كل مطلع على النصوص الإبداعية الكثيرة على الشبكة يلاحظ أن أغلبها مكتوب بلغة عربية ركيكة يكثر فيها اللحن، لماذا لا يهتم الكتاب بتطوير لغتهم العربية التي يكتبون بها ويكررون نفس الأخطاء على مدار السنين؟*]
 الإنسان يتعلم اللغة بالمحاكاة..وأصحاب اللغة الرصينة لم تأت لغتهم من فراغ فلقد تربوا على يد جيل من الرواد...أما الجيل الحالى فأغلب ثقافته يستمدها من النت..علاقته بالكتاب المقروء ضعيفة للغاية..فقد تراجع ليحل محله الكتاب المنشور إلكترونيا
وهذا الجيل الذي يمتلك تلك اللغة الرصينة لا يتعامل أغلبه مع النت، ولديه فوبيا خاصة فى التعامل مع التكنولوجيا ومن ثم حدثت فجوة بينه وبين جيل هذا العصر فلا تكاد بينهما علاقة..سوى بعض المحاولات المتناثرة لكن لا تملأ الفراغ ولاتسد جوعا ولهذا فإن الجيل الذي بدأ طريقه الأدبي من خلال النت واعتبره مصدر ثقافته الوحيد لن يثمر بالطبع سوى لغة ركيكة.. الأجيال التى سبقت جيلي وتربت على لغة العمالقة أمثال طه حسن وتوفيق الحكيم والعقاد وغيرهم لهم لغة رصينة.. وبصدق أرى أن جيلى أقل منهم فى لغته نحن مرحلة وسط.. عن نفسي ألمس هذا المشكلة وأحاول معالجتها..فأنا مهمومة بها دائما.

 [* في مصر تكثر محاكمات الكتاب والشعراء وتصدر عليهم أحكاما بالغرامة أوالسجن أوالتفريق بينهم وبين زوجاتهم، ما السبب الحقيقي وراء الحملة عليهم؟ سياسية أم فكرية؟*]
 بداية أحب أن أوضح أن هذه المسألة لاتخص مصر وحدها ولكنها منتشرة من المحيط إلى الخليج، ويكفي أن نتذكر أن هناك عشرين كاتبا وشاعرا منعوا من الكتابة في الإمارات، وهناك من أعدم في السودان كل ما هناك أن هذه المحاكمات بعضها يتم بشكل سري والبعض الآخر يتم بشكل معلن.. وما من شك أن وجود هذه المحاكمات إنما تسعى لقتل الفكر والإبداع والعودة بنا إلى عصور الرجعية والظلام..فالفكر يواجه بالفكر وليس بالسيف..وللأسف هذه المحاكمات لن تنتهى طالما هناك ذلك الصراع بين عقليات متفتحة وعقليات مازالت على جمودها.. الصراع والتناقض هو قانون الوجود.. ولهذا فالمحاكمات أمر غير مستحدث.. ومن يقرأ التاريخ سيجد منها الكثير.. ليس في العالم العربي وحده ولكن في العالم الغربى أيضا.

بالنسبة لمصر فأقول إنه رغم ما سبق وفي محاولة لرؤية الصورة من زوايا متعددة فإن هذا الصراع أحيانا يكون مفتعلا ورغم أن الصراع يرجع بالدرجة الأولى إلى اختلاف درجة الوعى وأعمال الفكر إلا إن هذا لاينكر أن هناك بعض الكتاب يتعمدون وضع عناوين تثير اللبس والاستفزاز ظنا منهم أن ذلك يلفت النظر إلى أعمالهم فالبعض مغرم بأدوار البطولة المفتعلة وممارسة دور الضحية.. الأمر الثانى أننا عندما نتكلم ونقول لماذا ينتشر هذا في مصر؟.. فلابد أن نضع في الاعتبار عدد سكان مصر الذي تجاوز السبعين مليون وأنه مهما تكررت هذه الحوادث فهى لاتمثل ظاهرة.. أضيف إلى ذلك أن مصر بمثابة وجه الوطن العربى الذي يمثل الجسم بالنسبة لها ولهذا فهى فى مركز الصدارة والضوء.. ومن المعروف أن بثور الوجه تلاحظ على الفور أما جروح الجسد الدامية فلا تلفت النظر فى أغلب الأحيان طالما هناك مايخفيها.

  [*هل أنت راضية عن النشاط الثقافي في مصر؟ وهل وزير الثقافة المصري يقوم بالمهام التي تحلمين أن يقوم بها؟*]
 لا أحد يرضى عن شىء وإلا لانتهت الحياة.. فالشعور بالنقص هو الذي يجعلنا نسعى إلى الكمال دائما..وهذا ليس في ميدان الثقافة وحدها ولكن في جميع نواحي الحياة..أدرك أن لكل مكان صعوباته ومسئولياته لن اناقش هذا.. ولكن ما يهمني هو مناقشة هل ما يمارس الآن يتناسب مع حجم مصر وتاريخها؟..أقول لا..فالنشاط الثقافى في مصر يتراجع.. وأنا الآن أكاد أكون منسحبة من الحياة الثقافية لأنى لم أعد أرضى عن شىء.

  [*لوعينت وزيرة للثقافة في مصر فماذا ستفعلين؟*]
 أنا أكره المناصب.. المسئولية مؤرقة جدا.. ولن أستمر كثيرا لأنى لن أستطع النوم. وأن تتحمل مسئولية تنمية ثقافة بلد بحجم مصر أمر مرعب.. ولكن سأحاول تخيل الأمر فقط.. أنا أكره المظاهر..وتفريغ الأشياء من محتواها ولهذا لن أجعل الثقافة منفصلة عن الشعب.... اريد أن أجعل الثقافة في حالة تواصل مع المواطن العادي بشكل حقيقى.. لاتهاجم قناعاته، وتثير العداوة بينه وبين من يمثلها. كانت هناك مشاريع رائعة أقيمت في هذا المجال مثل مشروع القراءة للجميع ولكن بمرور الوقت أفرغت من محتواها ووقفت عند حدود أدائها الظاهري،أحلم بتفعيل دور الثقافة لتسهم بالفعل في تطوير المواطن وجعل الثقافة جزء من سلوك المواطن اليومي فيتربى علي احترام الجمال والآخر والا فما هوقادم مرعب وخطير.

[( وبنظرة سريعة..إلى أماكن النشر الحكومية نجد أنها صارت مجرد دهاليز يتوه فيها الكاتب الذي لايملك سوى موهبته.. الواسطة والعلاقات تكاد تكون المحرك الحقيقى وليس الموهبة وقصور الثقافة لا تمارس دورها كما يجب وتكاد تكون مباني منعزلة عما يحيط بها رغم حجم ما انفق عليها، ولايوجد هناك سوى بعض المحاولات الفردية النشطة ولكن بالطبع لاتفى بالمطلوب..أيضا لابد أن تكون الثقافة جزء من السياسية متفاعلة مع القضايا والأحداث العامة..كما كان فى السابق..لابد أن تصبح الموهبة هى أوراق اعتماد للكاتب وليس شيئا آخر.. لن اسمح بوجود مبدعين حقيقين في الظل لمجرد أنهم لايملكون لغة تزييت العلاقات....كثير من الدول العربية التي أهتمت بالثقافة بعدنا صارت تولي عناية أكبر للموهبين.)]

المبدع دوره غائب فى أغلب الأحوال..بل يكاد يكون مهمشا فهو الضيف الثقيل..أما أخبار الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات ولاعبى الكرة تكاد تحتل الصدارة..أما المبدع فيسقط سهوا عند التقديم ..هناك فجوة بين المواطن العادى والمبدع.. حتى المثقفون لايعرفون عن المبدعين سوى جيل الرواد تقريبا وبعض الأسماء المتناثرة هنا وهناك..هذه الثغرات تحتاج إعادة نظر ومحاولة إصلاحها.
الأطفال لابد أن يكون هناك اهتمام حقيقى بهم.. على أن أهتم بما يعرض ومايكتب لهم..هل يساهم فى تكريس الهوية لديهم أم يساهم فى تقويضها؟..هل يعرفون تاريخهم وحضارتهم جيدا..الحرب الجديدة الآن ليست قنابل واحتلال أرض ولكن تقويض هوية واحتلال عقول .

  [*ما السبب في أن مصر تنتشر فيها الأمية بشكل واسع؟ كيف نقضي على الأمية في مصر؟*]
 مصر بلد كبير في عدد السكان وإلى الآن أرى أن الجهود المبذولة في حل هذه المشكلة متواضعة ولاتكفي .. فالأمر يحتاج إلى حلول غير تقليدية.
مصر من البلاد التي تملك ثروات بشرية هائلة.. لماذا لايوجد استفادة حقيقة من أعداد الخريجين الذين تلفظهم الجامعات كل عام.. فهم يعانون البطالة رغم كل هذه السنوات التي أنفقت والأموال التي أهدرت ورغم ذلك لايتم الاستفادة منهم على الوجه الأمثل.. هذا جانب لحل الأمر لكن الأهم هوتركيز الجهود علي مواجهة جيل الأميين الجديد من الأطفال وهروبهم من التعليم وحل الأسباب العديدة التي وراء ذلك أهمها الفقر واعتماد الأسرة فى أغلب الأحيان عليهم كيد عاملة، ومصدر للدخل.. هناك جانب لايقل أهمية عن تلك الجوانب وهو أمية المتعلمين الذين يفتقدون القدرة علي التعامل مع التكنولوجيا بشكل حقيقى.

 [*هل تحبين الشعر؟ وهل هناك خيوط مشتركة بينه وبين القصة؟*]
 أحب الشعر..وبالطبع هناك خيوط مشتركة بين القصة والشعر فمن الصعب الفصل بين الأنواع الأدبية والعلاقة بين والشعر القصة وثيقة ومن الصعب الفصل التام بينهما فإذا كان من سمات الشعر الموسيقى.. التكثيف العال والأختيار الدقيق للألفاظ والمعاني فقد استعارت القصة القصيرة منه هذه السمات.

  [*هل تعرضين قصصك قبل نشرها على أصدقاء لسماع وجهة نظرهم قبل إرسالها للنشر؟*]
 كنت أحرص على فعل ذلك في بداياتى فكنت ألتقي بالأصدقاء الكتاب فى الندوات بشكل منتظم لكن الآن الأمور صارت أصعب والمشاغل أكثر.. كما أن ندرة النقاد الجادين والقراء الحقيقين ساهمت فى اعتبار المسألة تضييع للوقت فى كثير من الأحيان.

 [* لوطلب منك أحد النقاد أوالأصدقاء تغيير النهاية في أحد القصص، فهل تستجيبين له؟*]
 عندما تتعدد الآراء التي أثق بها وتتفق على أمر ما فى قصة لى..أستجيب لها طالما اقتنعت بما يقال وإن كنت آخذ بعض الوقت فى ذلك.

  [*من رائد القصة القصيرة عربيا الآن حسب وجهة نظرك؟*]
 لانستطيع أن نقف عند كاتب واحد ولكن يمكن القول أن لدينا عددا من الرواد فى القصة القصيرة هناك بهاء طاهر...إبراهيم أصلان..

  [*ما جديد عزة أنور؟ وبماذا تحلم الآن؟*]
- أولا هناك أحلام خاصة بالكتابة للطفل .. أحلم أن يكون لى إسهامات حقيقة في أدب الطفل ويكون له مكانه على خريطة أدب الأطفال العالمى .
أما أحلام خاصة بالكتابة للكبار وهو أن أتخلص من خوفي وأتفرغ لكتابة الراوية.. والسيناريو.

  [*هل تحبين الموسيقى؟*]
 لا أعتقد أن هناك فناناً لايحب الموسيقي..فهي وهبت الحياة لكثير من أبطالي ومدت الدماء فى شرايينهم...فبها يصير لي جناحين أحلق بهما فأحاول أن أكتب أجمل وأروع.

  [*متى تفضلين كتابة قصصك؟ هل تحبين الهدوء أم الكتابة على صوت الموسيقى مثلا؟*]
 ليست هناك قاعدة معينة.. أنا لأكتب عملي مرة واحدة عادة.. وليس لى طقوسا خاصة ولكنى أكره الضجيج.. كل ما احتاجه في البداية هوحالة من الهدوء والوحدة وحالة إبداعية مناسبة.

  [*أحب قصة إلى قلبك؟*]
 هناك كثير من القصص أحبها لكن قصة (طقوس) من مجموعة العصافير لاتحلق بعيدا لها مكانة خاصة فى نفسى.

  [*بمن تأثرت خلال مسيرتك الأدبية من الأدباء أوالشعراء؟*]
قرأت لكثير من الكتاب كان لهم أثرا كبيرا في نفسى.. نجيب محفوظ ويوسف ادريس، الطاهر بن جلون..الطيب صالح.. اريك رماريا، تشيكوف..
  لولم تكوني قاصة ماذا تحبين أن تكوني؟
 مهندسة ديكور أو رسامة.

  [*بعض الشعراء أوالأدباء يتعرضون إلى هجوم حاد من بعض القراء نتيجة مواقفهم السياسية، هل نحاكم الإبداعات الأدبية من خلال الموقف السياسي للشاعر أوالأديب؟*]
  أرفض محاكمة الإبداع من منظور سياسي، السياسية تتغير وتتجدد لكن الفن شىء مختلف الفن له مقومات الخلود.. وهوالذي يبقى.. فلتبقى السياسية حيث هى وتترك للفن محرابه.

 [*عندما تكتبين قصة تتقمصين فيها دور البطلة هل يراجعك أحد من أصدقائك بالقصة معتقدا أنها حدثت معك؟*]
  لم اتعرض لهذا الموقف تقريبا..

  [*شخوص قصصك هل تبقى حية معك أم تموت بعد أن تنتهي من كتابتها ونشرها؟*]
  أغلب الشخوص التي كتبت عنها تظل حية في نفسي لكن تتفاوت في مدى حضورها داخلى..بعضها له حضور طاغ والبعض الآخر دون ذلك.. فلكي أكتب عن شخصية ما لابد أن أحبها حبا خاصا وأتعمق فى كل تفاصيلها بمعنى آخر أدخلها وأحسها جيدا.. هناك أمر مضحك وهو أن هذا الأمر لايقف عندى عند حدود البشر فقط بل يمتد حتى وأنا أكتب عن الحيوانات.. فعندما أكتب قصة عن حيوان ما وأتعمق فى القراءة عنه قبل الكتابة يصبح لديه حضور خاص فى نفسى. كنت قد كتبت قصة (نحرور مطرب مغمور) وهى عن حمار يحاول أن يجد مكانا له في هذا العالم فهو يريد أن يغني لأن الغناء صار من حق الجميع الآن وهو ليس أقل من أحد .. لكن بعد تجارب ومواقف عديدة يجد مكانا مناسبا له.. وهو حمل الأطفال من القرى البعيدة إلى مدرسة خاصة (كُتاب القرية) لكى يتعلموا فيساهم بذلك في حل مشكلة الأمية ويرضى عن نفسه .. منذ كتابة هذه القصة وأنا أكن لهذا الحيوان (الحمار) محبة خاصة حتى عندما كتبت مجموعة قصص بطلها (ضفدع) نشأ فى قلبى نفس الحب لهذا الكائن والآن أكتب قصة عن الأفيال وبالتالي فأنا في حالة حب الآن لكائن ضخم ( الفيل) وأشعر بما يسعدهم ومايعانون به.

  [*هل حققت الشبكة العنكبوتية الهدف في انتشار الثقافة؟ وهل استغلها العرب بشكل جيد أم ما زلنا نراوح مكاننا؟*]
 الشبكة العنكبوتية تقوم بدور رائع الآن وهى مثلها مثل أي وسيلة نستخدمها يكون لها دورها الإيجابي ودورها السلبي.. درجة الوعى هى التى تحدد طريقة استخدامها ..العرب في طور البداية لهذه المرحلة وإن كانت بعض المؤشرات تجعلني أتفاءل لما هو قادم.. فرغم الاستخدام السلبى لها فى بعض الأحيان ألا أننى ارى محاولات جادة يمكن أن تفتح أفاقا جديدة فى هذا المجال.

  [*لو اتصلت بك مؤسسة أمريكية وقالت لك لقد رشحناك للفوز بجائزة أدبية قيمة، فما أول رد فعل لك على ذلك؟*]
  ستدور اسئلة فى نفسي أهمها لماذا أنا.. وهل الترشيح أولا وأخيرا من أجل الفن ولقيمة أدبية حقيقة لأعمالي ؟

  [*كلمة أخيرة لقراء ديوان العرب؟ واقتراحاتك لطاقم التحرير؟*]
 ديوان العرب تسعي لاحترام وعي قرائها وهي من القنوات الهامة التي تساهم في إثراء الثقافة العربية وطاقم التحرير يقدم الكثير في سبيل ذلك قد تحتاج لمزيد من الجهود المبذولة فى اكتشاف المواهب.. وتسهم بمد جسور التواصل بين إبداع الكتاب فى ديوان العرب وغيرهم من الكتاب فى مختلف انحاء العالم.


تعقيبك على الموضوع
في هذا القسم أيضاً