الصفحة الرئيسيةقصائد وأشعار
السيجل طير جميل مثل الحمام يتكاثر في شمال أمريكا
إطعام السيجل ممنوع
الجمعة ١٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٥
بقلم عادل سالم

في سجن دولوث في ولاية منسوتا الأمريكية الشمالية القريبة من حدود كندا، يتكاثر طائر السيجل المشهور هناك ويتواجد بالمئات ، وتمنع إدارة السجن السجناء من إطعام السيجل وتعرضهم للعقاب إن فعلوا، لأن السجن قريب من مطار دولوث وطيور السيجل تعطل طيران الطائرات وأحيانا يضطر حراس المطار صيد الطيور للتخلص منهم .

أحد الطيور حط على كتفي يصرخ يريد أكلا فلم أجرؤ أن أطعمه ، وأخيراً عرضت عليه أن يلتقط تفاحة سألقفها بالهواء كأنني ألعب بها فيهجم عليها ويسرقها ويهرب ، ضحك السيجل ، فهم قصدي وقال ...لا زلت ورب الكون جبانا !!

طار السيجل
وعلى كتفي
بسلام حط جناحيه
كالجمبو [1] فوق مطار أُهير [2]
كانت بيدي اليمنى تفاحة
حمراء كلون سماء دُلوث [3]
وقت غروب
صاح السيجل يطلب أكلا
لكنْ إطعام السيجل ممنوع
يتعارض مع أمر السجان
صرخ السيجل
أسجينٌ يا هذا وبخيل؟؟
اطعمني التفاحة
فأنا جوعان
لم آكل منذ الأمس الهارب من ألم الأحزان
هل جربت الجوع القهار؟؟
خلف الأسوار؟
هل جاع صغارك يوما؟
هل سدت في وجهك كل الأبواب؟
وتخلى عنك الأصحاب؟
هل جربت ولو مرة
أن تسألَ إنسانا فتغابى
وأشاح بوجهه
لا يسمع إلا ما تعشقه الآذان
اطعمني وليعطيك الرحمان
يتملكني الجوع القاتل
والحاجة ذل للسائل
أو تجهل ذلك يا عادل؟؟
آه من جشع الإنسان
يتحكم في هذا الكون
ويهيمن في كل مكان
أتموت طيور الأرض جياعا
والأكل الزائد عن حاجة كلب السلطان
يطعم كل الجوعى في كل مكان؟؟
 
يا هذا السيجل
يا جوعان !!
أنا فعلا أخشى السجان !!
أصبحت جبانا منذ زمان
منذ تخلى ـ مثلك ـ عني الإنسان
أصبحت وحيدا في الميدان
تتقاذفني الأمواج بعيداً
في فك القرش وفي وسط الحيتانْ
ما أتعسني
ما أشقاني
أنا مثلك محتاج مجروح والجاني الإنسان
لكن انظر
كيف سألعب بالتفاحة
في وسط الساحة
فسأقذفها للأعلى
وسألقفها تتهاوى
كالكرة الآن
ضحك السيجل
فهم المطلوب من العنوانْ
حسناً
فسأقبل هذا العرض الآنْ
لكن رأيي فيك سيبقى
لا زلتَ وربِّ العرش جبانْ

[1الجمبو : طائرة الجمبو

[2مطار أهير موجود في شيكاغو وهو من أكير المطارات في العالم

[3دلوث مدينة صغيرة تقع شمال ولاية منسوتا على الحدود مع كندا وتشتهر بجمالها الطبيعي


تعقيبك على الموضوع
في هذا القسم أيضاً