الصفحة الرئيسيةبقايا ذاكرة
هذا القسم يقدم
الثلاثاء ٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٦
لماذا يحن الآباء إلى أبناء جيلهم

عندما كنت طالبا في المدرسة الابتدائية، كنت من عشاق السينما، وكنت أحرص كل أسبوع على مشاهدة فلم أو فلمين على الأقل في إحدى دور العرض الثلاثة التي كانت قائمة في القدس حتى أواخر ثمانينات القرن العشرين، وهي (سينما القدس) أكبرها وتقع في شارع الزهراء، و(سينما الحمراء) الواقعة في شارع صلاح الدين، و(سينما النزهة) الواقعة في نهاية شارع صلاح الدين بالقرب من مدرسة دار الطفل العربي. لم أترك فلما عربيا، أو هنديا لم أحضره سواء كان فلما استعراضيا، مثل معبودة الجماهير، أو فلما كوميديا، لثلاثي أضواء (...)



التتمة
السبت ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
مدرسون علقوا في الذاكرة

كل المدرسين الذين كان لي شرف أن أكون أحد طلابهم، أنهل العلم منهم يحظون باحترامي وتقديري حتى الذين كنت أشاكسهم. باستثناء مدرس واحد من عشرات المدرسين الذين علموني فكل من علمني أنحني احتراما له، وأعترف أنني مدين له ما دمت حيا.
فأنا واحد من الذين يقدرون دور المعلم في تنشئة الجيل الجديد، وكنت على الدوام أحترم الذين علموني، وأحاول أن أبني معهم علاقة تقوم على الاحترام المتبادل. وكثير منهم أصبحوا زملاء لي بعد أن أنهيت الدراسة.
كلما مرت السنون يزداد احترامي لهم، ولدورهم في تعليمنا. بعض الأساتذة (...)



التتمة
الجمعة ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٥
افتح الباب فالأحبة عائدون

عندما تزور البلدة القديمة من القدس وأنت في نهاية العقد السادس من العمر ليس كمن يزورها معك في ريعان الشباب، فها هو يسير إلى جنبك لكنه يراها بغير عينك، وأنت ترى ما لا يراه مرافقك في شوارعها.
أنت المولود في قلبها والذي استشهد في روايته على سورها وروى دمه بلاطها الذي كم سار عليه حافيا والتصقت أقدامه بحجارتها فسرى في جسمه نبضها وأصبح العاشق لها.
هي، وما أدراك ما هي، صبية لم تهرم ولم تغيرها السنون، حاولوا أن يغيروا لون عينيها، ولون شعرها، وطلاء أظافرها وبعض ملابسها، لكنها بقيت في عينيك كما (...)



التتمة
الجمعة ١٧ آب (أغسطس) ٢٠١٢
يا أهل خديجة!!

يا أهالي الشهداء والأسرى والجرحى، والمفقودين والثكالى والأيتام، ابتسموا في العيد وزغردوا فابتسامتكم تخيف عدوكم ونواحكم يسعده ويجعله ينام قرير العين.
كل عام وأنتم بخير



التتمة
الأحد ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١١
سميح القاسم شاعر المقاومة

يختلف المثقفون الفلسطينيون كثيرا في شاعر فلسطين الكبير سميح القاسم كما اختلفوا حول الشاعر الراحل محمود درويش، وكالعادة فإن معظم الذين يقللون من قيمة سميح القاسم الأدبية ينطلقون من مواقفه السياسية المتغيرة من مرحلة إلى أخرى. حتى النقاد الفلسطينيين المعارضين له يركزون في تحليلهم على آرائه السياسية أكثر من بلاغته الشعرية. فالمثقفون في بلادنا يبدو أنهم لا يختلفون عن القادة السياسيين .
سميح القاسم بغض النظر عن آرائه السياسية التي لي رأي فيها ووجهة نظر، يظل أحد أبرز شعراء المقاومة في فلسطين في (...)



التتمة
الأحد ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
إلى ولدي الذي لم أره

حبيبي، ابني الذي لم أره، ولم ألمسه، ولم أسمع صوت بكائه.
أنا الملوم لأنني تركتك ترحل دون أن أراك، أعترف لك الآن بعد أكثر من ربع قرن على وفاتك أنني ارتكبت جريمة بحقك، كلما أتذكر يوم مولدك، أصاب بالاكتئاب، أشعر بعقدة الذنب تجاهك، أتمنى لو تعود لكي أعتذر منك، لكي أقبلك، لكي ألمس جسدك الطري. كنت أعتقد أن الله سيرزقني بأخ لك يعوضني حنان الابن فحرمني من الأولاد من أمك سنوات طويلة حتى رزقت بأول أخ لك نصف شقيق بعد واحد وعشرين سنة من وفاتك، كأنه عقاب إلهي لي.
لا أدري يا صبحي (هكذا كنا سنسميك) (...)



التتمة
الاثنين ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
أيام المدرسة

لعلها أسوأ الأيام لدى بعض الناس، لكنها بالتأكيد أفضل مراحل حياة الإنسان، وأكثرها أهمية لأنها تشكل الأساس المتين الذي يبني الإنسان عليه حاضره ومستقبله.
بخلاف بعض الطلاب الذين كانوا دائمي التذمر من المدرسة يعدون الدقائق لانتهاء الدوام المدرسي، فقد كنت أتمنى أن تطول وأستيقظ مبكرا للذهاب إليها، والالتقاء هناك بالأصدقاء لاستعادة ما درسناه معا في اليوم الذي سبق، واللعب، أو التباحث معا في كل شؤون العلم، والحياة، والسياسة، والحب.
فكل منا كان يبث شكواه لمن يثق بهم كأصدقاء، ويكشف عن أسراره (...)



التتمة
الجمعة ٢٦ آذار (مارس) ٢٠١٠
معالم من القدس القديمة

تعرضت البلدة القديمة من القدس إلى تغيير واسع في معالمها، أكثر من أية بقعة أخرى فيها، فلم يكتف الصهاينة الإسرائيليون باحتلالها عام ١٩٦٧، كما احتلوا ما قسمها الشرقي عام ١٩٤٨ وشردوا سكانها منها، ولكنهم يحاولون اليوم بشكل يومي طرد أحد سكانها لإحلال اليهود بدلا منهم، ويقومون بحملة منظمة لتغيير معالم القدس من شوارع ولافتات، وواجهات البنايات لتبدو أمام زائريها أنها مدينة يهودية بامتياز.
القدس القديمة حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وكنيسة القيامة وغيرها من المعالم الوطنية التي تشكل تراثا (...)



التتمة
الخميس ١٨ شباط (فبراير) ٢٠١٠
أم كلثوم خلف القضبان

لأم كلثوم سجل حافل مع الأسرى الفلسطينين، خصوصا الجيل القديم منهم، عندما كان الأسرى محرومين من الراديو، والتلفريون، وحتى الصحف المحلية العربية. فقد كانت منذ سبعينات القرن العشرين تتسلل إلى غرفهم لتحيي فيهم أحلامهم، وتثير مشاعرهم، وتدغدغ عواطفهم بعد أن يكون السجان قد نغص عليهم عيشتهم، ونكل بهم تنكيله اليومي المعهود.
كان الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية حتى أواسط الثمانينات لا يسمح لهم بامتلاك أجهزة راديو، ولا مشاهدة التلفزيون، وكان يسمح لهم فقط الاستماع إلى الإذاعة الإسرائيلية الناطقة (...)



التتمة
الجمعة ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٩
لعينيك يا ولدي سأعيش

سأقاوم السلّ اللعين ببسمة
وأقاوم السكر
لن أسمح للحيتان الكبيرة وأسماك القرش التي تحيط من كل جانب بقاربي الصغير الذي ما زلت أبحر فيه وسط المحيط. لا أملك غير مجداف كسّرت صخرة الحياة أطرافه فحوّلته الى عصا أحاول بها إبعاد المهاجمين عن قاربي، ان تفتك بي.
فمن أشعة الأمل، ومن صوتك القادم من خلف البحار مع موجات الصوت غير المرئية والتي ترن في أذني كل يوم أستمد طاقتي وقوتي على الصمود وامتشق الصبر سلاحاً وأتابع الإبحار.
نعم، لن تستطيع حيتان البحر وأسماكه المفترسة ان تدمر قاربي الصغير قبل ان (...)



التتمة
الجمعة ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بالمحكية الفلسطينية
غابوا عن عيني

غابوا عن عيني
وضلوا بقلبي
يا دمعة عيني
اوعي تتخبي
ويا فرقة روحي
وحِلي عني
وإياكِ تعودي
بكرة لهونا



التتمة
الأربعاء ٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
سامحني يا ولدي

[**أولادي الأعزاء، أحبائي ...*]
إذا رن جرس الهاتف يوما، وكان على الخط الآخر صديق ينعي لكم أباكم في الغربة، فلا تحزنوا، ولا تبتئسوا. لا تشغلوا أنفسكم كثيرا بقبري، وأين سأدفن فكل القبور بعد الممات أوطان متشابهة. ولا يهم أين ترقد جثتي، لأن روحي ستلحق بكم أينما كنتم، لتدفع عنكم شرور هذا العالم المتحضر المؤمن بالحروب الحضارية، بعدما فشلتُ حيا في تأمين الحياة الكريمة لكم كما كنت أحلمها، وأراكم من خلالها. سامحوني، فلم أكن أعلم أنه حتى الأحلام الصغيرة أحيانا لا يستطيع الإنسان أن يترجمها إلى (...)



التتمة
الأربعاء ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
غزة تعشق حبات المطر

آه ما أجمل السير تحت الأمطار
وما أروع أن يفتح المرء فمه للأعلى
ليلتقط حبات المطر النازلة من السحاب



التتمة
الاثنين ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
وداعا جوزيف سماحة
سنفتقدك في زمن تندر فيه الأقلام غير الملوثة بالدولار الأخضر

وأخيرا
يرحل عنا الصحافي اللبناني القدير جوزيف سماحة.
يرحل عنا الذي لم ألتق به يوما لكنه كان قريبا مني باستمرار. يعيش في قلبي وقلوب الكثيرين من الشعب اللبناني والعربي في كل مكان.
إنه الصحافي الذي وقف مع المقاومة حين تخلى كثيرون عنها تحت وطأة الإغراءات المالية، إنه الكاتب الوطني الذي كان يكتب نيابة عنا وباسمنا رافعا صوته عاليا.
على حين غرّة، وفي عزّ رقاده، رحل جوزف سماحة ليلة السبت الأحد٢٤ – ٢٥ شباط، خلال وجوده في لندن لمؤازرة صديقه القريب الصحفي حازم صاغيّة في مصابه برحيل زوجته مي (...)



التتمة
الأحد ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
كلمة ديوان العرب
في تأبين الشاعر الراحل حكمت العتيلي

لم يبق للشعراء غير استعادة الذكريات. هذا ما أرسله لنا الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي صديق حكمت عندما علم أن صديقه في غرفة الإنعاش. كأنه أراد أن يقول لنا: لم يبق لهم غير الحنين إلى الماضي، لأنهم في العودة إليه، يستعيدون أجمل أيام حياتهم، يستعيدون أحبتهم ، يعيشون مرة أخرى مع أصدقائهم، يستمعون، مرة أخرى بشغف لشاعرنا المتربع في ذاكرتنا للأبد، حكمت العتيلي على ضوء قنديل كان الراحل عنا بجسمه يصر أنْ لا زال فيه زيت.
حكمت العتيلي ابن عتيل البار ، ابن فلسطين ، ابن العرب في كل مكان الذي حمل على (...)



التتمة
١ | ٢ | ٣