في نهاية العام الماضي ٢٠١٨ فوجئت مثل كثيرين غيري عن الإعلان عن تجمع ديمقراطي فلسطيني في رام الله أعلن المجتمعون باسمه عن شعاراتهم الأساسية وهي إسقاط صفقة القرن، ومقاومة التطبيع.
وبالحديث مع أصدقاء كثيرين في شتى المناطق داخل فلسطين، وخارجها كان لا بد من الاعتراف أن الخبر لم يترك أي أثر جاد في الشارع الفلسطيني، حتى ردود الفعل في المواقع الاجتماعية كانت باهتة، ولا مبالية باستثناء بعض أنصار المنظمات التي شاركت في الإطار الجديد، رغم وجود شخصيات وطنية محترمة في الإطار الجديد التي نكن لها ولتاريخها كل تقدير.
وإليكم الأسباب حسب وجهة نظري، والتي شاركني فيها العديد من الأصدقاء. في داخل فلسطين، وخارجها.
أولا: هذا الإطار واضح من تشكيلته أنه يضم الكثير من الوجوه القديمة التي شاخت في مناصبها، والتي أعادت منظماتها للخلف قرنا من الزمان، وساهمت مع عباس في تكريس أوسلو، واستفادت من امتيازاته. وأصبحت تقتات، وتعيش على ما يقدم لها من المنظمات الأوروبية. فالقيادات التي أعادت أحزابها للخلف كيف يمكن أن تكون قادة للإطار الجديد؟ هل يمكن تحقيق إنجازات مختلفة بنفس الوجوه القديمة؟
ثانيا: إذا كانت المنظمات القائمة هي التي ستكون الإطار القيادي لهذا الإطار الجديد يجب، نعم يجب أن تقوم هذه المنظمات بنقد ذاتي علني للمرحلة السابقة، وتعلن تحملها لمسؤوليتها في بعض مما نحن فيه.
ثالثا: نريد قيادات شابة من الجيل الجديد، لم تتلوث بالفساد. ومنتخبه من الناس، وليس من قيادات المنظمات التي شاخت.
رابعا: وهذه أهم نقطة في كل ما سأكتب، نريد إطارا وطنيا لقيادة النضال الوطني للشعب الفلسطيني في كل الساحات بعد أن أسقطت م ت ف هذا الخيار من برنامجها، ولا يكون فقط شعاره الأساسي مقاومة التطبيع، وإسقاط صفقة القرن، بل تكون هذه الشعارات جزءا من برنامجه الوطني الواسع، وفي مقدمتها تحرير وطنه فلسطين.
نعم الشعب الفلسطيني بحاجة لإطار وطني لقيادة نضاله الوطني في كافة أماكن تواجده، وليس مجرد إطار يجمع قيادات خسرت رصيدها الجماهيري السابق فقررت أن تستعيده عبر تشكيلات جديدة، كما فعلت م ت ف عندما خسرت تواجدها في بيروت فقررت استعادة زمام المبادرة والعودة للواجهة عبر اتفاقية أوسلو؟
عادل سالم، ٥ كانون ثاني، يناير ٢٠١٨
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |