كلنتون وترمب
الثلاثاء ٢٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم عادل سالم

انتهت المناظرة الأولى بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، هيلاري كلنتون، ودونالد ترمب حيث حاول كل منهما التأكيد على أنه الأقدر على قيادة الولايات المتحدة، ولعل النقطة الأبرز حسب وجهة نظري بالنسبة لنا نحن العرب هي الموقف من الإرهاب، ودعم داعش والحرب في بلادنا العربية، ففي حين تدعي كلنتون أنها ستحارب داعش وتقضي عليها فقد كان رد ترمب أن كلنتون هي التي أوجدت داعش وكان بإمكانها عدم السماح لها بالظهور ومحاربتها فور ظهورها. وأكد أنه هو وحده القادر على محاربة داعش فورا والقضاء عليها. لكن بغض النظر عن أكاذيب كل منهما وهي كثيرة، هناك جملة حقائق علينا عدم التغاضي عنها رغم أن الولايات المتحدة تعادي الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية وتدعم الاحتلال الصهيوني، وتساهم في تدمير بلادنا، وهي:
أن المناظرة رغم حديتها فلم يقم أي من المرشحين باتهام الآخر بالعمالة للأجنبي، والخيانة كما يفعل في بلادنا كل المتنافسين في الانتخابات حيث يشهر كل منهما بالآخر.
أن المناظرة كانت بنبرة عادية تخاطب الناس في حين في اجتماعاتنا الانتخابية العربية يعلو صوتنا ويشتد كأننا في طوشة، أو مشاجرة. بل يحرص مشرف الحوارات عندنا في إشعال المواجهة، فيصل القاسم نموذجا. ويكون فرحا عندما يتبادل ضيوفه الشتائم، ويشعر بالنشوة.
التزم كل مرشح تقريبا بالوقت المحدد له بتجاوزات لثوان أحيانا كان يسمح بها مدير المناظرة في حين في بلادنا فإن مدير الحوار يفشل في إلزام المتناظرين في أي حوار في الالتزام في الوقت.
رغم أكاذيب كل منهما لكنهما يخاطبان المواطن طمعا في صوته ويحترمان خياراته. في حين نحن في بلادنا لا أحد يحترم خيارات الشعب إلا إن كانت لصالحه فقط.
هذا الكلام قد لا يعجب كثير منا، فنحن لا يعجبنا العجب، نعم أمريكا تناصبنا العداء، نعم المرشحان كلنتون وترمب من حزبين يسيطران على الشارع لنفوذهما المالي، ونصيب الأحزاب الأخرى صفر من الاهتمام. لكن رغم هذا هناك أشياء وإن كانت صغيرة وثانوية لماذا لا نتعلم منها؟ لماذا نصر على أننا الأفضل ونحن نرى حتى قادة أحزابنا الثانوية لا يريدون ترك مناصبهم حتى الموت.

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة