الكاتب المقدسي عادل سالم في لقاء خاص مع (وكالة إيليا بيت المقدس) حول روايته الجديدة «عاشق على أسوار القدس».
– حدثنا عنك؟ ومتي كانت أول محاولة لك في كتابة الرواية؟
فتشت كثيراورحلت طويلاوعرفت الآن أخيرافي غير ترابك يا وطنيالحب يموت وينتحر العشاق
بدأت في كتابة الرواية بعد أن خطوت خطوات في مجال القصة القصيرة، وكان ذلك عام ٢٠٠٧ وصدرت روايتي الأولى مطبوعة في العام ٢٠١٠ كطبعة أولى عن دار شمس للنشر في القاهرة وهي بعنوان «عناق الأصابع». وقد اتخذت قرار الانتقال لعالم الرواية لأنه أوسع ومساحة الإبداع فيه أكبر من القصة.
– ماذا يعني لك الكتاب؟ وما أول كتاب قرأته؟
إن تقدم الشعوب الآن يقاس بما تبدعه من علوم وآداب لشعوبها.
من الصعب تذكر أول كتاب قرأته فقد كنت صغيرا جدا وبالتأكيد كان كتابا من كتب الأطفال التي كانت تقدمها المدرسة لطلابها المتفوقين. وعندما أصبحت في العاشرة وبعد افتتاح مكتبة الأمانة في المدرسة العمرية بالقدس حيث كنت أحد طلابها صرت أحد رواد المكتبة الدائمين أتردد عليها بشكل يومي للقراءة لساعات طويلة لأن وضعي المادي لم يكن يسمح لي أن أشترك بها وأستعير الكتب للبيت فكنت أقضي الساعات فيها أتنقل من كتاب إلى آخر.
– هل تتابع القراءة عبر الانترنت أم عبر الكتاب وأيهما تفضل؟
– لمن تقرأ حاليا؟ ومَن من الكتَّاب الفلسطينيين والعرب يثير إعجابك؟
– كم رواية أصدرت حتى الآن؟
– ما هو الباعث الذي دفعك لكتابة رواية «عاشق على أسوار القدس» وهل وجدت صعوبة في اختيار عنوانها؟
كنت في البداية سأطلق عليها اسم: «طريق بلا نهاية»، لأن طريق القدس ليس له نهاية من يريد القدس عليه أن يستعد للدفاع عنها من أطماع الغزاة حتى قيام الساعة. لكني غيرتها عندما قرر بطل الرواية أن يستشهد على أسوارها.
– كيف يساعد التنميط المتطرف في كلا الاتجاهين لصور الأشخاص والأزمنة والأماكن في روايتك.
– تصور الفلسطيني في أمريكا كأنموذج خلقي عال ( تنميط جيد للصورة) والفلسطيني هنا أما حرامي سيارات أو متقاعس أو مرتش أو زانِ أو في زمن أخر (زمن العصابات)، كما وصفته (تنميط سلبي)، ما الذي ترمي إليه من خلال هذه الصورة النمطية وهل تخدم هذه الصورة فكرة العودة أم تخلق ألف سؤال حولها؟
«عاشق على أسوار القدس» ركزت في أحداثها على ما ينتظر المقدسي (الذي كان يعيش في القدس بعد احتلالها عام ١٩٦٧) المغترب العاشق لبلده عندما يقرر العودة لأرض الوطن.
وهي لا تصور الفلسطيني بالإطار العام كما تشيران في سؤالكما لكنها تعرض أمامه واقعا جديدا وهو واقع تناقض يجمع بين ثناياه كل شيء، فهو لا يتحدث عن السلبي فقط يبدو أنكما نسيتما الأسير عزمي الذي التقى مع حسن في السجن، ودافع عنه باستماتة.
علينا عدم الهروب من واقعنا، فالإبداع الروائي يجب ألا يكون مدحا لنا كي نرضي ذواتنا، فالعاشق للقدس سيزيد عشقا لها رغم كل هذه المتناقضات وهذا ما فعله سرحان.
هذه الصور يعرفها الذين يقررون العودة لأنهم على اتصال دائم بأهلهم هنا وعلى من يقرر العودة للعيش في القدس تحت حراب الاحتلال أن يعرف أنه ليس عائدا لجنات النعيم بل لمرحلة جديدة من المواجهة والصمود مع مخططات الاحتلال الهادف لتفريغ المدينة من سكانها العرب. عندما يعرف ذلك ويعود فسوف ينجح في المواجهة.
– لماذا تم استعراض انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للبشر بحيادية تامة وكأن ذلك يحصل بالضرورة الطبيعية، مشهد محاولة الاغتصاب، السجن مع جنائيين إسرائيليين، مشاهد الاعتقال المبرمج والحوارات العادية بين جنود الاحتلال للتعامل مع البطل وأسرته، هل تريد بذلك أن تنزع الصفة الإنسانية للمحتل وان تظهره بمظهر آلة الاعتقال الجهنمية؟
مشهد محاولة الاغتصاب بالسجن ظاهرة عادية موجودة في كل السجون في العالم حيث يتواجد سجناء صغار السن، وقد تعرض كثير من أسرانا لمثل تلك المحاولات من قبل جنائيين يهود، وعرب أيضا. وأعرف شخصيا حالات تعرضت لذلك.
– كيف تستحضر كافة تفاصيل الصراع اليومي مع المحتل رغم انك تعيش في أمريكا، ما هي مصادرك؟
أضف إلى ذلك اتصالي الدائم مع الأهل والأصدقاء. وكثرة المغتربين المقدسيين حيث أقيم الذين يزورون القدس بشكل مستمر بحيث من الصعب أن يمر شهر لا يوجد فيها شخص يسافر إلى القدس فيعود محملا بأخبارها بالتفاصيل الصغيرة.
وما أقرأه يوميا عما يحدث في أرض الوطن، فعاشق القدس يبحث عن أخبارها في كل مكان.
– هل تعتقد إن وجودك في الغربة اثر على رؤيتك للحدث، أنت تعيب على السلطة لجوءها إلى المحتل لتحقيق حلم الدولة ولكنك قبلت بوساطة اليهودي الذي كان مجرم حرب وحصل على وسام الدولة لخدمته دولة الاحتلال للحصول على بطاقة هوية للبطل؟
– هل تعتقد ككاتب أن للقدس زمنا خاصا الآن (زمن العصابات)، وهل يؤثر هذا الزمن على إمكانية جذب الفلسطينيين إلى مدينتهم سلبيا ام ايجابيا؟
– لماذا هذه النهاية الدامية لماذا تحكم على هذا الصراع من أجل الوقت بموت البطل؟ لماذا لم تترك النهاية مفتوحة كصراعنا المفتوح معهم وكيف يخدم موت البطل الفلسطينيين الآخرين ليأتوا ويتنازلوا عن مكاسبهم من اجل القدس؟ لماذا لجأت إلى نهاية مغلقة؟
هناك كتاب يقدمون للقارئ أبطالا خارقين، لا يموتون، يتغلبون على كل المصاعب وكأنهم سحرة، الواقع ينفي ذلك، عشرات الأبطال في ثورتنا استشهدوا من عز الدين القسام حتى كمال عدوان، وأبو جهاد، والرنتيسي، والشيخ أحمد ياسين، والقافلة تسير.
هؤلاء هم أبطالنا، عشاق الوطن، باستشهادهم ارتكب المحتل جرائم جديدة. الرواية تخاطب الرأي العام الإنساني، أن سرحان الخطيب سقط شهيدا وهو أعزل من السلاح، وأن عدونا يقتل أبناءنا لأنهم أكثر عشقا منه للوطن وليس لأنهم يقتلون ويخربون.
النهاية إذن ليست مغلقة، فهذه نهاية عشاق الوطن وما زال للوطن بقية عشاق يسيرون خلفه.
هذه النهاية تدفعنا دفعا للحقد على المحتل وليس التصفيق للفرد. إنها تقول لهم جاء دوركم فاستعدوا فطريق القدس ليس له نهاية. مئات الآلاف من الشهداء سقطوا في مسيرة شعبنا الطويلة لكن ما زال آخرون يسيرون لنفس الهدف مع علمهم المسبق أنهم قد يلقون نفس المصير.
عمر بن الخطاب استشهد مقتولا لكن راية أمتنا لم تمت بموته بل رفعها آخرون وتابعوا المسيرة.
– لماذا اخترت دار الجندي للنشر والتوزيع رغم وجود عدد من دور النشر بأمريكا؟
– كلمة أخيرة ترغب بقولها لدار الجندي للنشر والتوزيع بالقدس ؟
كما أشكر الزميلين محمد البريم، ونداء يونس على هذا الحوار الأخوي.
حوار: محمد البريم، نداء يونس – فلسطين
التاريخ | الاسم | مواقع النسيج | مشاركة |