غزة تعشق حبات المطر
الأربعاء ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم عادل سالم
جلست غزة على شاطئ البحر
وحيدة تنظر إلى الشفق
تراقب أمواج البحر
والأفق البعيد
تنتظر حبيبها المسافر منذ زمن
كانت أمواج البحر العاتية
تزيد دقات قلبها
خوفا على المسافر العائد
وسط الأمواج العاتية
لكنها تعرف حبيبها جيدا
يحب المخاطر، ويقتحم الصعاب لأجلها
يركب الأمواج والأهوال والخيل، ورأسه
كانت أشعة الشمس المختفية وراء الأفق
البعيد تقول وداعا
ويرخي الليل سدوله عليها
كيف سيأتي حبيبها بالليل؟
وكيف ستراه، ومصباحها قصفه أحد نسور الجو
وهل سيلمحها
تجلس وحيدة على تلك الصخرة
الجاثمة على رمال الشاطئ لا تحركها الرياح
غزة لا زالت تذكر حبيبها حينما قال لها:
أشم رائحة عطرك عن بعد أميال
لكنها لم تعد تتعطر بعد سفره
ولم تعد تلبس ملابس الأعياد والأفراح
كئيبة أيامها
كل يوم يمر دون رؤيته لا تحسبه في حياتها
 
ما هذه الغيوم الملبدة في السماء؟
أتمطر رغم صيف تموز؟
أتمطر يا رب في هذا الشاطئ في عز الصيف؟!
ها هي الأمطار تنزل بغزارة!!
تبللت ثيابها،
لم يعد يخيفها البلل، فقد تعودت عليه
حتى عشقته
غزة بدأت تسير على الشاطئ
تمتع نفسها بمياه الأمطار
التي جعلت ثيابها تلتصق بجسدها
آه ما أجمل السير تحت الأمطار
وما أروع أن يفتح المرء فمه للأعلى
ليلتقط حبات المطر النازلة من السحاب
غزة لن يخيفها الغرق،
لأنها لو غرقت
سيأتي حبيبها ليتقذها على بساط الريح
لكأنها تعودت على الماء حتى صار
جزء من حياتها
مثل شجرة الجميز التي
تستقبل الأمطار،
بمزيد من الثمار
التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة