يا نصيب اسحب ورقة
شهداء اليانصيب
السبت ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٣
بقلم عادل سالم

من منا لم يجرب حظه يوماً ما واشتري ورقة يانصيب، سواء أيام المدرسة أو أيام الجامعة أو حتى بعدما أصبح رب أسرة كبيرة؟!

من منا لم يسمع باليانصيب وتمنى لو ربح المليون أو الملايين من الدولارات؟! من من لم يتمنّ لو يشارك في برنامج من سيربح المليون ويربح المليون درهم أو دولار؟

قليلون أولئك الذين لم يجربوا حظهم وربما مرد ذلك لاقتناعهم أن فرص فوزهم ضعيفة، وأنهم غير مستعدين للتضحية ولو بدولار واحد هباء منثوراً. ولكن ماذا سيفعل الذين يرفضون المشاركة لو علموا أن مشاركتهم لن تكلفهم شيئاً، وأن سحب ورقة يانصيب ستكون مجانية، وإن كل ما عليهم فعله هو سحب ورقة واحدة؟ بل ماذا سيقولون لو عرفوا أنهم أمام خيارين إما المشاركة المجانية أو القتل؟!

اسحب ورقة أو تقتل هذا هو شعار جيش الاحتلال الصهيوني ودورياته المدججة بالسلاح التي تجوب أماكن منع التجول عام 2002 وعام 2003 في الضفة الغربية المحتلة. فالمواطن سيء الحظ الذي يلقى القبض عليه أثناء حظر التجول هذه الأيام، يعرض عليه الجنود القتل أو سحب ورقة يانصيب، ( وهي عبارة عن مجموعة من الأوراق التي يجهزها أفراد الدورية)، أما ماذا سيكسب المواطن أو ما هي جائزته فتلك هي القضية.

يقول المواطنون الذين ألقي القبض عليهم وتعرضوا لهذا الاختيار، أن الأوراق الموجودة تتضمن خيارا من الخيارات التالية:

  1. إطلاق سراح المتهم وذهابه للبيت دون تعرضه للضرب
  2. الضرب على الرأس حتى الموت .
  3. تكسير اليدين.
  4. تكسير رجل أو كليهما .
  5. البصق عليه والركل بالأحذية .
  6. خلع الملابس والبقاء عارياً لبعض الوقت .
  7. الغناء لبعض الوقت حتى يطرب الجنود .

وغيرها من أساليب الإهانة والتنكيل التي يتعرض لها المواطنون وقد ذكر المواطنون في الخليل أن مواطناً قتل بعد ضربه على الرأس لأن الورقة التي سحبها مذكور فيها الضرب على الرأس حتى القتل.

هكذا أصبح الصراع الوطني مجرد ورقة يانصيب، وأصبح التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني مرهون بورقة يانصيب يسحبها المواطن، وقد جرب مواطنون كثيرون رفض الاختيار إلا أنهم تعرضوا للضرب وتكسير العظام حيث نقلوا للمستشفى بين قتلى وجرحى.
أساليب وحشية يُمارسها جيش الاحتلال لكسر صمود شعبنا الذي يعيش اليوم في ظل أسوأ ظروف اقتصادية وحياتية منذ أربعين سنة.

إسرائيل التي تطالب السلطة بوقف العمل العسكري تمارس إرهاباً ضد المواطنين تدفعهم دون اختيار منهم للمقاومة والدفاع عن النفس إذ لا خيار آخر أمامهم.

الممارسات الارهابية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة الإرهابي العالمي الأول شارون تؤكد من جديد أن إسرائيل هي الدولة الارهابية الأولى في العالم وإن ما تمارسه من إرهاب يؤكد أنها عصابة قطاع طرق وليس فيها من سمات الدول الحضارية أي شيء .

فهل يقف العالم مع شعبنا لمواجهة تلك الممارسات العنصرية؟ أم سيظل مترددا خوفا على مصالحه أمام غطرسة الولايات المتحدة ودعمها الأعمى لإسرائيل وإرهابها المنظم ؟؟؟؟

التوقيعات: 0
التاريخ الاسم مواقع النسيج مشاركة