الصفحة الرئيسيةظلال الياسمين
سمر حبيب من أستراليا بعد نشر روايتها شجرة مثل المطر :
كنت خائفة لكن فخورة في نفس الوقت
بدأت الكتابة وعمري 7 سنوات
الأحد ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم

دائما أقول إن الحوار مع الشعراء والأدباء مثل الغوص في المحيط يستمتع فيه الغواص مهما كانت ثقافته بما فيه من لآلئ وأسماك، لكني أضيف هنا إن الحوار مع الأديبات والشاعرات له طابع آخر لأنه ينقلك من جو البحر والغوص في أعماقه إلى شاطئ النهر حيث الزهور البرية ولحظة الغروب بما تحمله من لوحات جميلة .

كنا فرحين بنشر سمر حبيب لروايتها الأولى فركبنا القارب وأبحرنا عبر الإنترنت والهاتف باتجاه استراليا لنبارك لها هذا الإبداع الجميل ولنفتح معها هذا الحوار الأول مع مجلة عربية غير أسترالية.

  أخت سمر حبيب هل روايتك الجديدة هي الأولى أم سبق أن أصدرت روايات أخرى؟
  في البداية أحب أن أشكر ديوان العرب التي أتاحت لي الفرصة للتحدث للقراء العرب . روايتي الجديدة شجرة مثل المطر هي في الحقيقة روايتي الخامسة لكنها الأولى التي يتم نشرها عبر دار نشر. وهي في المناسبة آخر أعمالي الروائية.
  متى بدأت الكتابة أين كنت تكتبين قبل نشر روايتك الأخيرة؟
  بدأت كتابة الرواية وعمري 13 سنة ، كنت أكتبها على الكمبيوتر في البيت ، كانت كتابتي آنذاك محاولة لتقوية لغتي الانكليزية حيث كنا قد رحلنا لأستراليا حديثا. كنت أحاول الهروب من الواقع.
  أخت سمر هل لك أن تعرفينا بشعورك بعدما علمت أن روايتك سوف تنشر ؟
  الحقيقة التي لن أخفيها عليك كنت خائفة، لكني كنت فخورة في نفس الوقت لأن روايتي الأولى سوف يقرأها إناس كثيرون، ومصدر قلقي كان يكمن في أن نشر الأحلام أحيانا يكون مخيفا لأنك تعجز عن معرفة ما ستؤول إليه وكيف سينظر إليها الناس، هناك ولو خيط واحد من الفشل قد ينتظرك.
  لنعود للرواية كم من الوقت أمضيت حتى إنجازها؟
  ثلاثة أشهر لكتابتها وستة أشهر لطباعتها وتنقيحها وهي تقع في 170 صفحة من الحجم المتوسط.
  هل تسجلين الأحداث بالرواية كما هي على الواقع أم تستخدمين الخيال في صياغتها؟
  يمكن القول نصفها من الواقع والنصف الآخر من الخيال.
  أنت الآن تعيشين في أستراليا ولغتك العربية أصبحت لغة ثانية فهل تنوين تعلم العربية لتقرأي بعض الأعمال الأدبية العربية، على الأقل كتب والدتك الأديبة نجمة حبيب؟
  لقد هاجرت مع عائلتي إلى استراليا وأنا في الحادية عشرة من عمري ولذا فإن العربية هي لغتي الأم ولا زال باستطاعتي أن أقرأ باللغة العربية وقد ترجمت بعض المواد التي لها علاقة برسالة الدكتوراة التي أعمل لها الان، لست مترجمة بالمعنى الحرفي لكن باستطاعتي القراءة والكتابة وترجمة ما يلزم من العربية للانكليزية.
  لو سألنا القراء من هي سمر حبيب فماذا تعرفين نفسك؟
  ولدت في غربي بيروت عام 1980 لأبوين فلسطينيين من اللاجئين الذي لجأوا للبنان بعد النكبة وهاجرت مع عائلتي إلى استراليا عام 1991 وأعيش الان في استراليا. حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الانكليزي عام 2002 وخلال أسابيع سأنهي رسالة الدكتوراة التي أحضرها في جامعة سيدني باستراليا.
  متى بدأت تشعرين ميلا للكتابة؟
  محاولاتي الأولى بدأت في سن الخامسة أو السادسة على ما أذكر حيث بدأت بمحاولة كتابة أول قصيدة. كنت متأثرة بنزار قباني ومحمود درويش في تلك الأيام. أحببت البساطة ورقة التعبير في أشعارهما ولذا أحببت تلك الطريقة في الكتابة وهو ما بدأت أستخدمه في كتاباتي فيما بعد. أحببت السرد القصصي وأذكر إنني منذ صغري كنت أحب أن أسرد قصصا من الخيال. لكن يمكن القول عندما جئت إلى استراليا أمضيت فترة وأنا أدرس لتقوية لغتي الانكليزية وأترجم من لغة لأخرى حتى تمكنت من الكتابة الأولى وعمري 13 سنة. وتوجهت بعدها لكتابة الروايات التي أحببتها.
  هل ساعدتك أمك الكاتبة نجمة حبيب في الكتابة وهل تحاولين تقليدها؟
  لم تساعدني في كتابة المقالات والروايات لكنها كانت تقرأ النصوص التي أكتبها وتقدم الاقتراحات حولها. وإذا قدر لك أن تقرأ نصوصي ورواياتي سترى أن أسلوبي بعيد جدا عن أسلوبها، أفكر بطريقة مختلفة مع إنني أحمل على كتفي تراثها وأكتب عن جيلها الذي عاشته ولكنها على أي حال مهمة الكاتب الذي ينقل للناس تجارب الآخرين. أنا لم أتعلم من أمي أن أكون كاتبة ولم أقرر أن أكون كاتبة لكني وجدت نفسي أكتب دون تخطيط.
  وماذا عن بقية أفراد الأسرة؟
  والدي رجل براغماتي فهو يدعم كل ما من شأنه تكوين شخصية أولاده في الحياة ليعتمدوا على أنفسهم فهو دائم القلق علينا، أخي قدم لي التشجيع اللازم وقبل فترة أهداني آلة طابعة قديمة أثرية ليذكرني بالليالي التي قضيتها في غرفته أطبع رواياتي أما أختي فكانت دوما فخورة بي وكلاهما يعملان في الدعاية للرواية الجديدة بتشجيع أصدقائهم لشرائها وقراءتها.
  لكل كاتب رسالة في الحياة، فما هي الرسالة التي تحرصين على تقديمها للقارئ؟
  أحاول في كتاباتي أن أخضع للنقاش الأفكار والمعتقدات الاجتماعية والسياسية المسلم بها، أنا أدعو كل قارئ للعوم في بحر الخيال والإبداع والبحث عن حلول لمشاكلنا هناك.
  هل أنت راضية عما وصلت له، وهل سنرى لك روايات أخرى؟
  بكل تأكيد أنا راضية ومسرورة وكلي شوق للبدء في الرواية القادمة لكني مشغولة الآن بأطروحة الدكتوراة التي أحضر لها ولم يبق للانتهاء منها سوى أسابيع قليلة.
  هل يصلك تعليقات لروايتك الجديدة؟
  نعم يصلني تعليقات معظمها إيجابية.
  هل تعتقدين أنه لا زال للرواية قراء؟
  نعم ولا فهذا يعتمد على اللغة التي يقرأ بها الناس. فالقراء العرب لا زالوا متخلفين في القراءة بشكل عام والرواية ليست من اهتماماتهم إذ تستهويهم الكتب البوليسية والخرافات مع أن تاريخ العرب تاريخ عاشق للكلمة ومحب للأدب .
  ماذا عن تقبل الاستراليين للرواية ؟
  الكثيرون منهم شجعوني ولكن من المبكر الحكم على الرواية من الآن.

  هل تنوين ترجمتها للعربية؟
  لا ليس عندي نية لترجمتها للعربية بنفسي، لكني سأكون مسرورة لو ترجمت للغة العربية ولغات أخرى.
  ماذا عن الجالية العربية في استراليا، هل قدمت لك الدعم بعد صدور الرواية الأخيرة؟
  قدموا لي كل الدعم الممكن وكانوا أول من أعلن عن الرواية في الصحف العربية والإذاعة.
  كيف ستكون روايتك الجديدة.
  الذي أعرف الآن إنها ستكون أطول ولكن لا زلت أفكر في موضوعها، أخي اقترح علي أن يكون اسمها "العيش قريبا من مكة" Living Close To Mecca .
  من هم الكتاب الذين أثروا في سمر حبيب أكثر من غيرهم؟
  سؤال صعب لأنني تخصصت وقرأت الأدب الانكليزي وليس العربي ولذا سأطرح أسماء غير معروفة في العالم العربي مثل يورسولا لي جوبن وزاماتين، واتش جي ولز. كنت مهتمة بالقصص التي يمكن تصنيفها في باب الخيال العلمي الطوباوي.
  هل قرأت روايات عربية مترجمة؟
  لا لأنني أحب قراءة الروايات في اللغة التي كتبت بها لأن ترجمتها ستفقدها بعض متعتها الفنية والكثير من معناها.
  أنواع الموسيقى التي تحبها سمر حبيب؟
  أحب الاستماع لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفيروز كما أحب وردة الجزائرية. لكني الان في الغالب أستمع للموسيقى الغربية بمختلف أنواعها : بلوز وروك اند رول وغيرها. أنا لا أستمع للأغاني العربية الحديثة.

  ما هي رسالتك للقراء العرب؟
  آن الأوان لنفتح عقولنا لثقافة الأخرين وتقبلها وتحويل ذلك إلى ممارسة وليس كلمات فقط. علينا أن نعود للماضي لنقرأه من جديد بانفتاح. نحن بحاجة لمقاومة عربية أكثر من أي وقت مضى ، مقاومة في الأدب والفن والموسيقى. أتمنى لو يطول بي العمر لأشاهد انطلاقتها.


تعقيبك على الموضوع
في هذا القسم أيضاً